" صفحة رقم ٥٨٥ "
بكل شيء.
) هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاٌّ رْضَ ذَلُولاً فَامْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (
الملك :( ١٥ ) هو الذي جعل.....
المشي في مناكبها : مثل لفرط التذليل ومجاوزته الغاية ؛ لأنّ المنكبين وملتقاهما من الغارب أرق شيء من البعير وأنباه عن أن يطأه الراكب بقدمه ويعتمد عليه، فإذا جعلها في الذل بحيث يمشي في مناكبها لم يترك. وقيل : مناكبها جبالها. قال الزجاج : معناه سهل لكم السلوك في جبالها، فإذا أمكنكم السلوك في جبالها، فهو أبلغ التذليل. وقيل : جوانبها. والمعنى : وإليه نشوركم، فهو مسائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم.
) أَءَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الاٌّ رْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِى السَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَانُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ (
الملك :( ١٦ - ١٩ ) أأمنتم من في.....
) مَّن فِى السَّمَاء ( فيه وجهان : أحدهما من ملكوته في السماء ؛ لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه. والثاني : أنهم كانوا يعتقدون التشبيه، وأنه في السماء، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه، وكانوا يدعونه من جهتها، فقيل لهم على حسب اعتقادهم : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب، كما تقول لبعض المشبهة : أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل، إذا رأيته يركب بعض المعاصي ) فَسَتَعْلَمُونَ ( قرىء : بالتاء والياء ) كَيْفَ نَذِيرِ ( أي إذا رأيتم المنذر به علمتم كيف إنذاري حين لا ينفعكم العلم ) صَافَّاتٍ ( باسطات أجنحتهنّ في الجوّ عند طيرانها ؛ لأنهن إذا بسطنها صففن قوادمها صفاً ) وَيَقْبِضْنَ ( ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن. فإن قلت : لم قيل : ويقبضن، ولم يقل : وقابضات ؟ قلت : لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة ؛ لأنّ الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها. وأما القبض فطارىء على البسط للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طار غير أصل بلفظ الفعل، على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح