" صفحة رقم ٥٨٧ "
الصحيح البصر الماشي في الطريق المهتدي له، وهو مثل للمؤمن والكافر. وعن قتادة : الكافر أكب على معاصي الله تعالى فحشره الله يوم القيامة على وجهه. وعن الكلبي : عني به أبو جهل بن هشام. وبالسويّ : رسول الله ( ﷺ )، وقيل : حمزة بن عبد المطلب.
) وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَاذَا الَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ (
الملك :( ٢٥ ) ويقولون متى هذا.....
) فَلَمَّا رَأَوْهُ ( الضمير للوعد. والزلفة : القرب، وانتصابها على الحال أو الظرف، أي : رأوه ذا زلفة أو مكاناً ذا زلفة ) سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ( أي ساءت رؤية الوعد وجوههم : بأن عليها الكآبة وغشيها الكسوف والقترة، وكلحوا، وكما يكون وجه من يقاد إلى القتل أو يعرض على بعض العذاب ) وَقِيلَ ( القائلون : الزبانية ) تَدْعُونَ ( تفتعلون من الدعاء، أي : تطلبون وتستعجلون به. وقيل : هو من الدعوى، أي : كنتم بسببه تدعون أنكم لا تبعثون. وقرىء :( تدعون )، وعن بعض الزهاد : أنه تلاها في أول الليل في صلاته، فبقي يكررها وهو يبكي إلى أن نودي لصلاة الفجر، ولعمري إنها لو قاذة لمن تصور تلك الحالة وتأملها.
) قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ اللَّهُ وَمَن مَّعِىَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (
الملك :( ٢٨ ) قل أرأيتم إن.....
كان كفار مكة يدعون على رسول الله ( ﷺ ) وعلى المؤمنين بالهلاك، فأمر بأن يقول لهم : نحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين : إما أن نهلك كما تتمنون فننقلب إلى الجنة، أو نرحم بالنصرة والإدالة للإسلام كما نرجو، فأنتم ما تصنعون ؟ من يجيركم وأنتم كافرون من عذاب النار ؟ لا بدّ لكم منه، يعني : إنكم تطلبون لنا الهلاك الذي هو استعجال للفوز والسعادة، وأنتم في أمر هو الهلاك الذي لا هلاك بعده، وأنتم غافلون لا تطلبون الخلاص منه. أو إن أهلكنا الله بالموت فمن يجيركم بعد موت هداتكم، والآخذين بحجزكم من النار، وإن رحمنا بالإمهال والغلبة عليكم وقتلكم فمن يجيركم ؛ فإنّ المقتول على أيدينا هالك. أو إن أهلكنا الله في الآخرة بذنوبنا ونحن مسلمون، فمن يجير الكافرين وهم أولى بالهلاك لكفرهم ؛ وإن رحمنا بالإيمان فيمن يجير من لا إيمان له.