" صفحة رقم ٥٩٢ "
المخزومي : كان موسراً، وكان له عشرة من البنين، فكان يقول لهم وللحمته : من أسلم منكم منعته رفدي عن ابن عباس. وعنه : أنه أبو جهل. وعن مجاهد : الأسود بن عبد يغوث. وعن السدي : الأخنس ابن شريق، أصله في ثقيف وعداده في زهرة، ولذلك قيل : زنيم ) مُعْتَدٍ ( مجاوز في الظلم حده ) أَثِيمٍ ( كثير الآثام ) عُتُلٍ ( غليظ جاف، من عتله : إذا قاده بعنف وغلظة ) بَعْدَ ذَلِكَ ( بعدما عدّ له من المثالب والنقائص ) زَنِيمٍ ( دعي. قال حسان : وَأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي ءَالِ هَاشِم
كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ الْقَدَحُ الْفَرْدُ
وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة من مولده. وقيل : بغت أمّه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية، جعل جفاءه ودعوته أشد معايبه، لأنه إذا جفا وغلظ طبعه قسا قلبه واجترأ على كل معصية، ولأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الناشىء منها. ومن ثم قال رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٢١٨ ) ( لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده ) و ) بَعْدَ ذَلِكَ ( نظير ( ثم ) في قوله :) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ ( ( البلد : ١٧ ) وقرأ الحسن :( عتل ) رفعاً على الذم وهذه القراءة تقوية لما يدل عليه بعد ذلك. والزنيم : من الزنمة وهي الهنة من جلد الماعزة تقتلع فتخلى معلقة في حلقها، لأنه زيادة معلقة بغير أهله ) أَن كَانَ ذَا مَالٍ