" صفحة رقم ٥٩٨ "
الكشف عن الساق والإبداء عن الخدام : مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهنّ في الهرب، وإبداء خدامهن عند ذلك. قال حاتم : أَخُو الْحَرْبِ إنْ غَضَّتْ بِهِ الْحَرْبُ عَضَّهَا
وَإنْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ شَمَّرَا
وقال ابن الرقيات : تُذْهِلُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيهِ وَتُبْدِي
عَنْ خِدَامِ الْعَقِيلَةِ الْعَذْرَاءِ
فمعنى ) يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ( في معنى : يوم يشتدّ الأمر ويتفاقم، ولا كشف ثم ولا ساق، كماتقول للأقطع الشحيح : يده مغلولة، ولا يد ثم ولا غل ؛ وإنما هو مثل في البخل. وأما من شبه فلضيق عطنه وقلة نظره في علم البيان، والذي غرّه منه حديث ابن مسعود رضي الله عنه :
( ١٢٢٠ ) ( يكشف الرحمن عن ساقه ؛ فأمّا المؤمنون فيخرّون سجداً، وأما المنافقون فتكون ظهورهم طبقاً طبقاً كأنّ فيها سفافيد ) ومعناه : يشتد أمر الرحمن ويتفاقم هوله، وهو الفزع الأكبر يوم القيامة، ثم كان من حق الساق أن تعرف على ما ذهب إليه المشبه، لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده وهي ساق الرحمن. فإن قلت : فلم جاءت منكرة في التمثيل ؟ قلت : للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة منكر خارج عن المألوف، كقوله :) يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ إِلَى شَىْء نُّكُرٍ ( ( القمر : ٦ ) كأنه قيل : يوم يقع أمر فظيع هائل ؛ ويحكى هذا التشبيه عن مقاتل : وعن أبي عبيدة : خرج من خراسان رجلان، أحدهما : شبه حتى مثل، وهو مقاتل بن سليمان، والآخر نفي حتى عطل وهو جهم بن صفوان ؛ ومن أحس بعظم مضارّ فقد هذا العلم علم مقدار عظم منافعه. وقرىء :( يوم نكشف ) بالنون. وتكشف بالتاء على البناء للفاعل والمفعول جميعاً، والفعل للساعة أو