" صفحة رقم ٦٠٩ "
إذَا نَزَلَ الأضْيَافُ كَانَ عَذَوَّرا
عَلَى الْحَىِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ
يريد حضهم على القرى واستعجلهم وتشاكس عليهم. وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان، أفلا نخلع نصفها الآخر ؟ وقيل : هو منع الكفار. وقولهم :) أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ ( ( يس : ٤٧ ) والمعنى على بذل طعام المسكين ) حَمِيمٌ ( قريب يدفع عنه ويحزن عليه، لأنهم يتحامونه ويفرون منه، كقوله :) وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ( ( المعارج : ١٠ )، والغسلين : غسالة أهل النار وما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم ؛ قعلين من الغسل ) الْخَاطِئُونَ ( الآثمون أصحاب الخطايا. وخطىء الرجل : إذا تعمد الذنب، وهم المشركون : عن ابن عباس : وقرىء :( الخاطيون ) بإبدال الهمزة ياء، والخاطون بطرحها. وعن ابن عباس : ما الخاطون ؟ كلنا نخطو، وروى عنه أبو الأسود الدؤلي : ما الخاطون ؟ إنما هو الخاطئون ؛ ما الصابون ؟ إنما هو الصابئون : ويجوز أن يراد : الذين يتخطون الحق إلى الباطل، ويتعدوّن حدود اللَّه.
) فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (
الحاقة :( ٣٨ - ٤٣ ) فلا أقسم بما.....
هو إقسام بالأشياء كلها على الشمول والإحاطة، لأنها لا تخرج من قسمين : مبصر وغير مبصر. وقيل : الدنيا والآخرة، والأجسام والأرواح، والإنس والجنّ، والخلق والخالق، والنعم الظاهرة والباطنة، إن هذا القرآن ) لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ( أي يقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند اللَّه ) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ( ولا كاهن كما تدعون والقلة في معنى العدم. أي : لا تؤمنون ولا تذكرون ألبتة. والمعنى : ما أكفركم وما أغفلكم ) تَنزِيلَ ( هو تنزيل. بياناً لأنه قول رسول نزل عليه ) مِن رَّبّ الْعَالَمِينَ ( وقرأ أبو السمال : تنزيلاً، أي نزل تنزيلاً. وقيل ( الرسول الكريم ) جبريل عليه السلام. وقوله :) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ( دليل على أنه محمد ( ﷺ ) : لأنّ المعنى على إثبات أنه رسول، لا شاعر ولا كاهن.
) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاٌّ قَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ


الصفحة التالية
Icon