" صفحة رقم ٦١١ "
( سورة المعارج )
مكية، وآياتها ٤٤ ( نزلت بعد الحاقة )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلاَ يَسْألُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى تُأوِيهِ وَمَن فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى (المعارج :( ١ ) سأل سائل بعذاب.....
ضمن ) سَأَلَ ( معنى دعا، فعدّى تعديته، كأنه قيل : دعا داع ) بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( من قولك : دعا بكذا. إذا استدعى وطلبه. ومنه قوله تعالى :( يدعون فيها بكل فاكهة ) وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : هو النضر بن الحرث قال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وقيل : هو رسول اللَّه ( ﷺ )، استعجل بعذاب للكافرين. وقرىء :( سال سائل ) وهو على وجهين : إما أن يكون من السؤال وهي لغة قريش، يقولون : سلت تسأل، وهما يتسايلان ؛ وأن يكون من السيلان. ويؤيده قراءة ابن عباس ( سال سيل )، والسيل : مصدر في معنى السائل، كالغور بمعنى الغائر. والمعنى : اندفع عليهم وادى عذاب فذهب بهم وأهلكهم. وعن قتادة : سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع ؟ فنزلت، وسأل على هذا الوجه مضمن معنى : عنى واهتم فإن قلت : بم يتصل قوله :) لِّلْكَافِرِينَ ( قلت : هو على القول الأوّل متصل بعذاب صفة له، أي : بعذاب واقع كائن للكافرين، أو بالفعل، أي : دعا للكافرين بعذاب واقع، أو بواقع ؛ أي : بعذاب نازل لأجلهم، وعلى الثاني : هو كلام مبتدأ جواب للسائل، أي : هو للكافرين. فإن قلت : فقوله ) مِنَ اللَّهِ ( بم يتصل ؟ قلت : يتصل بواقع، أي واقع من عنده، أو بدافع ؛ بمعنى : ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته وأوجبت الحكمة وقوعه ) ذِي الْمَعَارِجِ ( ذي المصاعد جمع معرج، ثم وصف المصاعد وبعد مداها في العلو والارتفاع فقال :) تَعْرُجُ الْمَلَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ( إلى عرشه وحيث