" صفحة رقم ٦١٤ "
وقيل : تقول لهم : إليّ إليّ يا كافر يا منافق. وقيل : تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ثم تلتقطهم التقاط الحب، فيجوز أن يخلق الله فيها كلاماً كما يخلقه في جلودهم وأيديهم وأرجلهم، وكما خلقه في الشجرة ويجوز أن يكون دعاء الزبانية. وقيل : تدعو تهلك، من قول العرب : دعاك الله، أي : أهلكك. قال :
دَعَاكَ اللَّهُ مِنْ رَجُلٍ بِأفْعَى
) مَنْ أَدْبَرَ ( عن الحق ) وَتَوَلَّى وَجُمِعَ ( المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤدّ الزكاة والحقوق الواجبة فيه، وتشاغل به عن الدين ؛ وزهي بإقتنائه وتكبر.
) إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ وَالَّذِينَ فِى أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَأِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذَالِكَ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لاًّمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَائِكَ فِى جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (
المعارج :( ١٩ ) إن الإنسان خلق.....
أريد بالإنسان الناس ؛ فلذلك استثنى منه إلا المصلين. والهلع : سرعة الجزع عند مسّ المكروه وسرعة المنع عند مسّ الخير، من قولهم : ناقة هلواع سريعة السير. وعن أحمد بن يحيى، قال لي محمد بن عبد اللَّه بن طاهر : ما الهلع ؟ فقلت : قد فسره اللَّه، ولا يكون تفسير أبين من تفسيره، وهو الذي إذا ناله شر أظهر شدّة الجزع، وإذا ناله خير بخل به ومنعه الناس والخير : المال والغنى ؛ والشرّ : الفقر. أو الصحة والمرض : إذا صحّ الغني منع المعروف وشحّ بماله، وإذا مرض جزع وأخذ يوصي. والمعنى : أن


الصفحة التالية
Icon