" صفحة رقم ٦٢٨ "
وَالْعِيرُ يُرْهِقُهَا الْغُبَارُ وَجَحْشُهَا
يَنْقَضُّ خَلْفَهُمَا انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ
وقال أوس بن حجر : وَانْقَضَّ كَالدُّرِّيِّ يَتْبَعُه
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالهُ طُنُبَا
وقال عوف بن الخرع : يَرُدُّ عَلَيْنَا الْعِبرَ مِنْ دُونِ إلْفِه
أَوِ الثَّوْرَ كَالدُّرِّىِّ يَتْبَعُهُ الدَّمُ
ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأحوال، فلما بعث رسول الله ( ﷺ ) : كثر الرجم وزاد زيادة ظاهرة ؛ حتى تنبه لها الإنس والجن، ومنع الاستراق أصلاً. وعن معمر : قلت للزهري : أكان يرمي بالنجوم في الجاهلية ؟ قال : نعم. قلت : أرأيت قوله تعالى :) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ ( فقال : غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي ( ﷺ ). وروى الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما :
( ١٢٣٣ ) بينا رسول الله ( ﷺ ) جالس في نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار، فقال : ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ؟ فقالوا : كنا نقول : يموت عظيم أو يولد عظيم. وفي قوله :) مُلِئَتْ ( دليل على أن الحادث هو المل والكثرة، وكذلك قوله :) نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ ( أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله ( ﷺ ) واستمعوا قراءته.
) وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى الاٌّ رْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (
الجن :( ١٠ ) وأنا لا ندري.....
يقولون : لما حدث هذا الحادث من كثرة الرجم ومنع الاستراق، قلنا : ما هذا إلا لأمر أراده الله بأهل الأرض، ولا يخلو من أن يكون شراً أو رشداً، أي : خيراً، من عذاب أو رحمة، أو من خذلان أو توفيق.


الصفحة التالية
Icon