" صفحة رقم ٦٣١ "
كيف يشكرون ما خوّلوا منه. ويجوز أن يكون معناه : وأن لو استقام الجن الذين استمعوا على طريقتهم التي كانوا عليها قبل الاسماع ولم ينتقلوا عنها إلى الإسلام لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم، لنفتنهم فيه : لتكون النعمة سبباً في اتباعهم شهواتهم، ووقوعهم في الفتنة، وإزديادهم إثماً ؛ أو لنعذبهم في كفران النعمة ) عَن ذِكْرِ رَبّهِ ( عن عبادته أو عن موعظته أو عن وحيه ) يَسْلُكْهُ ( وقرىء بالنون مضمومة ومفتوحة، أي : ندخله ) عَذَاباً ( والأصل : نسلكه في عذاب، كقوله :) مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ ( ( المدثر : ٤٢ ) فعدّى إلى مفعولين : إمّا بحذف الجار وإيصال الفعل، كقوله :) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ ( ( الأعراف : ١٥٥ ) وإمّا بتضمينه معنى ( ندخله ) يقال : سلكه وأسلكه قال : حَتَّى إذَا أسْلَكُوهُمْ في قتَائِدَةٍ ;
والصعد : مصدر صعد، يقال : صعد صعداً وصعوداً، فوصف به العذاب، لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه. ومنه قول عمر رضي اللَّه عنه : ما تصَّعْدَني شيء ما تصعَّدَتني خطبة النكاح، يريد : ما شق على ولا غلبني.
) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً (
الجن :( ١٨ ) وأن المساجد لله.....
) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ ( من جملة الموحى. وقيل معناه : ولأن المساجد ) لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ ( على أنّ اللام متعلقة بلا تدعوا، أي : فلا تدعوا ) مَعَ اللَّهِ أَحَداً ( في المساجد، لأنها لله خاصة ولعبادته. وعن الحسن : يعني الأرض كلها ؛ لأنها جعلت للنبي ( ﷺ ) مسجداً. وقيل : المراد بها المسجد الحرام، لأنه قبلة المساجد. ومنه قوله تعالى :) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ( ( البقرة : ١١٤ ) وعن قتادة : كان اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله، فأمرنا أن نخلص لله الدعوة إذا دخلنا المساجد. وقيل : المساجد أعضاء السجود السبعة. قال رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٢٣٥ ) ( أمرت أن أسجد على سبعة آراب : وهي الجبهة، والأنف، واليدان،