" صفحة رقم ٦٣٣ "
( قال ) للمتظاهرين عليه ) إِنَّمَآ أَدْعُو رَبِّى ( يريد : ما أتيتكم بأمر منكر، إنما أعبد ربي وحده ) وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً ( وليس ذاك مما يوجب إطباقكم على مقتى وعداوتي. أو قال للجن عند ازدحامهم متعجبين : ليس ما ترون من عبادتي الله ورفضي الإشراك به بأمر يتعجب منه، إنما يتعجب ممن يدعو غير الله ويجعل له شريكاً. أو قال الجن لقومهم ذلك حكاية عن رسول الله ( ﷺ ) ) وَلاَ رَشَداً ( ولا نفعاً أو أراد بالضر : الغيّ ويدل عليه قراءة أبيّ ( غياً ولا رشداً ) والمعنى لا أستطيع أن أضركم وأن أنفعكم، إنما الضارّ والنافع الله. أو لا أستطيع أن أقسركم على الغيّ والرشد، إنما القادر على ذلك الله عز وجل : و ) إِلاَّ بَلاَغاً ( استثناء منه. أي لا أملك إلا بلاغاً من الله و ) قُلْ إِنّى لَن يُجِيرَنِى ( جملة معترضة اعترض بها لتأكيد نفي الاستطاعة عن نفسه وبيان عجزه، على معنى أنّ الله إن أراد به سوأ من مرض أو موت أو غيرهما : لم يصح أن يجيره منه أحد أو يجد من دونه ملاذا يأوي إليه : والملتحد الملتجأ، وأصله المدَّخل، من اللحد. وقيل : محيصاً ومعدلاً وقرىء ( قال لا أملك ) أي قال عبد الله للمشركين أو للجن. ويجوز أن يكون من حكاية الجن لقومهم. وقيل :( بلاغاً ) بدل من ) مُلْتَحَدًا ( أي : لن أجد من دونه منجى إلا أن أبلغ عنه ما أرسلني به. وقيل :) إِلاَّ ( هي ( أن لا ) ومعناه : أن لا أبلغ بلاغاً كقولك : إن لا قياماً فقعوداً ) وَرِسَالَاتِهِ ( عطف على بلاغاً، كأنه قيل : لا أملك لكم إلا التبليغ


الصفحة التالية
Icon