" صفحة رقم ٦٤٠ "
والكسر. والمعنى : أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل. أو أثقل وأغلظ على المصلى من صلاة النهار، من قوله عليه السلام.
( ١٢٣٩ ) ( اللهم اشدد وطأتك على مضر ) ) وَأَقْوَمُ قِيلاً ( وأسد مقالا وأثبت قراءة لهدوّ الأصوات. وعن أنس رضي الله عنه أنه قرأ : وأصوب قيلا، فقيل له : يا أبا حمزة، إنما هي : وأقوم ؛ فقال : إنّ أقوم وأصوب وأهيأ واحد. وروى أبو زيد الأنصاري عن أبي سرار الغنوي أنه كان يقرأ : فحاسوا، بحاء غير معجمة، فقيل له : إنما هو ( جاسوا ) بالجيم، فقال : وجاسوا وحاسوا واحد.
) إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً (
المزمل :( ٧ ) إن لك في.....
) سَبْحاً ( تصرفاً وتقلباً في مهماتك وشواغلك، ولا تفرغ إلا بالليل ؛ فعليك بمناجاة الله التي تقتض فراغ البال وانتفاء الشواغل. وأما القراءة بالخاء فاستعارة من سبخ الصوف، وهو نفشه ونشر أجزائه ؛ لانتشار الهم وتفرّق القلب بالشواغل : كلفه قيام الليل، ثم ذكر الحكمة فيما كلفه منه : وهو أن الليل أعون على المواطأة وأشد للقراءة، لهدوّ الرجل وخفوت الصوت : وأنه أجمع للقلب وأضم لنشر الهم من النهار ؛ لأنه وقت تفرق الهموم وتوزع الخواطر والتقلب في حوائج المعاش والمعاد. وقيل : فراغاً وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك وقيل : إن فاتك من الليل شيء فلك في النهار فراغ تقدر على تداركه فيه.
) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (
المزمل :( ٨ - ١٠ ) واذكر اسم ربك.....
) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ ( ودم على ذكره في ليلك ونهارك، واحرص عليه، وذكر الله يتناول كل ما كان من ذكر طيب : تسبيح، وتهليل، وتكبير، وتمجيد، وتوحيد، وصلاة، وتلاوة قرآن، ودراسة علم، وغير ذلك مما كان رسول الله ( ﷺ ) يستغرق به ساعة ليله ونهاره ) وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ ( وانقطع إليه. فإن قلت : كيف قيل ) تَبْتِيلاً ( مكان تبتلا ؟ قلت : لأن معنى تبتل بتل نفسه، فجيء به على معناه مراعاة لحق الفواصل ) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ( قرىء مرفوعاً على المدح، ومجروراً على البدل من ربك. وعن ابن عباس : على القسم بإضمار حرف القسم، كقولك الله لأفعلنّ، وجوابه ) لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ( كما تقول : والله لا أحد في الدار إلا زيد. وقرأ ابن عباس ( رب المشارق والمغارب ) ) فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً