" صفحة رقم ٦٤٤ "
الله وحده ؛ وتقديم اسمه عز وجل مبتدأ مبنياً عليه يقدّر : هو الدال على معنى الاختصاص بالتقدير ؛ والمعنى : إنكم لا تقدرون عليه، والضمير في ) لَّن تُحْصُوهُ ( لمصدر يقدّر، أي علم أنه لا يصح منكم ضبط الأوقات ولا يتأتى حسابها بالتعديل والتسوية، إلا أن تأخذوا بالأوسع للاحتياط : وذلك شاق عليكم بالغ منكم ) فَتَابَ عَلَيْكُمْ ( عبارة عن الترخيص في ترك القيام المقدّر. كقوله :) فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ ( ( البقرة : ١٨٧ ) والمعنى : أنه رفع التبعة في تركه عنكم، كما يرفع التبعة عن التائب. وعبر عن الصلاة بالقراءة ؛ لأنها بعض أركانها، كما عبر عنها بالقيام والركوع والسجود يريد : فصلوا ما تيسر عليكم، ولم يتعذر من صلاة الليل ؛ وهذا ناسخ للأوّل، ثم نسخا جميعاً بالصلوات الخمس. وقيل هي قراءة القرآن بعينها ؛ قيل : يقرأ مائة آية ومن قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن، وقيل : من قرأ مائة آية كتب من القانتين. وقيل : خمسين آية. وقد بين الحكمة في النسخ. وهي تعذر القيام على المرضى، والضاربين في الأرض للتجارة، والمجاهدين في سبيل الله. وقيل : سوّى الله بين المجاهدين والمسافرين لكسب الحلال. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
( ١٢٤١ ) أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً، فباعه بسعر يومه : كان عند الله من الشهداء. وعن عبد الله بن عمر : ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل : أضرب في الأرض أبتغى من فضل الله. و ) عَلِمَ ( استئناف على تقدير السؤال عن وجه النسخ ) وَأَقِيمُواْ الصَّلَواةَ ( يعني المفروضة والزكاة الواجبة وقيل : زكاة الفطر ؛ لأنه لم يكن بمكة زكاة. وإنما وجبت بعد ذلك. ومن فسرها بالزكاة الواجبة جعل آخر السورة مدنيا ) وَأَقْرِضُواُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ( يجوز أن يريد : سائر الصدقات وأن يريد : أداء الزكاة على أحسن وجه : من إخراج أطيب المال وأعوده على الفقراء، ومراعاة النية وابتغاء وجه الله، والصرف إلى المستحق، وأن يريد : كل شيء يفعل من الخير مما يتعلق بالنفس والمال ) خَيْرًا ( ثاني مفعولي وجد. وهو فصل. وجاز وإن لم يقع بين معرفتين. لأنّ أفعل من