" صفحة رقم ٦٦١ "
بنانه أي : أصابعه التي هي أطرافه، وآخر ما يتم به خلقه. أو على أن نسوي بنانه ونضم سلامياته على صغرها ولطافتها بعضها إلى بعض كما كانت أولاً من غير نقصان ولا تفاوت، فكيف بكبار العظام. وقيل : معناه بلى نجمعها ونحن قادرون على أن نسوي أصابع يديه ورجليه، أي نجعلها مستوية شيئاً واحداً كخف البعير وحافر الحمار لا تفرق بينها، فلا يمكنه أن يعمل بها شيئاً مما يعمل بأصابعه المفرقة ذات المفاصل والأنامل من فنون الأعمال، والبسط والقبض، والتأني لما يريد من الحوائج. وقرىء ( قادرون ) أي : نحن قادرون، ) بَلْ يُرِيدُ ( عطف على ) أَيَحْسَبُ ( فيجوز أن يكون مثله استفهاماً، وأن يكون إيجاباً على أن يضرب عن مستفهم عنه إلى آخر. أو يضرب عن مستفهم عنه إلى موجب ) لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ( ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه : يقدم الذنب ويؤخر التوبة. يقول : سوف أتوب، سوف أتوب : حتى يأتيه الموت على شرّ أحواله وأسوأ أعماله ) يَسْئَلُ ( سؤال متعنت مستبعد لقيام الساعة في قوله ) أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ( ونحوه : ويقولون متى هذا الوعد.
) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلاَّ لاَ وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (
القيامة :( ٧ - ١٥ ) فإذا برق البصر
) بَرِقَ الْبَصَرُ ( تحير فزعا ؛ وأصله من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره. وقرىء :( برق ) من البريق، أي لمع من شدة شخوصه. وقرأ أبو السمال ( بلق ) إذا انفتح وانفرج. يقال : بلق الباب وأبلقته وبلقته : فتحته ) وَخَسَفَ الْقَمَرُ ( وذهب ضوؤه، أو ذهب بنفسه. وقرىء :( وخسف ) على البناء للمفعول ) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ( حيث يطلعهما الله من المغرب. وقيل : وجمعا في ذهاب الضوء وقيل : يجمعان أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران في النار. وقيل يجمعان ثم يقذفان في البحر، فيكون نار الله الكبرى ) الْمَفَرُّ ( بالفتح المصدر ؛ وبالكسر : المكان. ويجوز أن يكون مصدراً كالمرجع. وقرىء بهما ) كَلاَّ ( ردع عن طلب المفرّ ) لاَ ( لا ملجأ، وكل ما التجأت إليه من جبل أو غيره وتخلصت به فهو وزرك ) إِلَى رَبِّكَ ( خاصة ) يَوْمَئِذٍ ( مستقرّ العباد، أي استقرارهم. يعني : أنهم لا يقدرون أن يستقرّوا إلى غيره وينصبوا إليه أو إلى حكمه