" صفحة رقم ٦٦٩ "
المبالغ، من استطار الحريق، واستطار الفجر. وهو من طار، بمنزلة استنفر من نفر ) عَلَى حُبِّهِ ( الضمير للطعام، أي : مع اشتهائه والحاجة إليه. ونحوه ) لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ ( ( البقرة : ١٧٧ )، ) لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ( ( آل عمران : ٩٢ )، وعن الفضيل بن عياض : على حب الله ) وَأَسِيراً ( عن الحسن : كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول : أحسن إليه ؛ فيكون عنده اليومين والثلاثة، فيؤثره على نفسه. وعند عامة العلماء : يجوز الإحسان إلى الكفار في دار الإسلام ولا تصرف إليهم الواجبات وعن قتادة : كان أسيرهم يومئذ المشرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه. وعن سعيد بن جبير وعطاء : هو الأسير من أهل القبلة، وعن أبي سعيد الخدري : هو الملوك والمسجون. وسمى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الغريم : أسيراً، فقال ( غريمك أسيرك فأحسن إلى أسيرك ) ) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ ( على إرادة القول. ويجوز أن يكون قولا باللسان منعاً لهم عن المجازاة بمثله أو بالشكر ؛ لأن إحسانهم مفعول لوجه الله ؛ فلا معنى لمكافأة الخلق. وأن يكون قولهم لهم لطفاً وتفقها وتنبيهاً، على ما ينبغي أن يكون عليه من أخلص لله. وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تبعث بالصدقة إلى أهل بيت، ثم تسأل الرسول ما قالوا ؟ فإذا ذكر دعاء دعت لهم بمثله ليبقى ثواب الصدقة لها خالصاً عند الله. ويجوز أن يكون ذلك بياناً وكشفاً عن اعتقادهم وصحة نيتهم وإن لم يقولوا شيئاً. وعن مجاهد : أما إنهم ما تكلموا به، ولكن علمه الله منهم فأثنى عليهم. والشكور والكفور : مصدران كالشكر والكفر ) إِنَّا نَخَافُ ( يحتمل إن إحساننا إليكم للخوف من شدة ذلك اليوم، لا لإرادة مكافأتكم ؛ وإنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله تعالى على طلب المكافأة بالصدقة. ووصف اليوم بالعبوس. مجاز على طريقين : أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء، كقولهم : نهارك صائم : روي أن الكافر يعبس يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران، وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو بالشجاع الباسل : والقمطرير : الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه. قال الزجاج : يقال : اقمطرت الناقة : إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة. قال أسد بن ناعصة. وَاصْطَلَيْتُ الْحُرُوبَ فِي كُلِّ يَوْم
بَاسِلَ الشَّرِّ قَمْطَرِيرَ الصَّبَاحِ