" صفحة رقم ٦٧٦ "
قولهم : جارية معصوبة الخلق ومجدولته ) وَإِذَا شِئْنَا ( أهلكناهم و ) بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ ( في شدّة الأسر، يعتى : النشأة الأخرى. وقيل : معناه : بدلنا غيرهم ممن يطيع. وحقه أن يجيء بإن، لا بإذا، كقوله :) وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ( ( محمد : ٣٨ )، ) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ( ( النساء : ١٣٣ ).
) إِنَّ هَاذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (
الإنسان :( ٢٩ - ٣١ ) إن هذه تذكرة.....
) هَاذِهِ ( إشارة إلى السورة أو إلى الآيات القريبة ) فَمَن شَآءَ ( فمن اختار الخير لنفسه وحسن العاقبة واتخاذ السبيل إلى الله عبارة عن التقرب إليه والتوسل بالطاعة ) وَمَا ( الطاعة ) تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ( بقسرهم عليها ) إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً ( بأحوالهم وما يكون منهم ) حَكِيماً ( حيث خلقهم مع علمه بهم. وقرىء ( تشاؤن ) بالتاء. فإن قلت : ما محل ( أن يشاء الله ) ؟ قلت النصب على الظرف، وأصله : إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قراءة ابن مسعود : إلا ما يشاء الله ؛ لأنَّ ( ما ) مع الفعل كأن معه ) يُدْخِلُ مَن يَشَاء ( هم المؤمنون ونصب ) وَالظَّالِمِينَ ( بفعل يفسره. أعدّ لهم، نحو : أو عد وكافأ، وما أشبه ذلك قرأ ابن مسعود : وللظالمين، على : وأعدّ للظالمين وقرأ ابن الزبير : والظالمون على الابتداء، وغيرها أولى لذهاب الطباق بين الجملة المعطوفة والمعطوف عليها فيها، مع مخالفتها للمصحف.


الصفحة التالية
Icon