" صفحة رقم ٦٨٣ "
كلوا وتمتعوا فإن قلت : كيف يصح أن يقال لهم ذلك في الآخرة ؟ قلت : يقال لهم ذلك في الآخرة إيذاناً بأنهم كانوا في الدنيا أحقاء بأن يقال لهم، وكانوا من أهله تذكيراً بحالهم السمجة وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم والملك الخالد. وفي طريقته قوله : إخْوَتِي لاَ تبْعَدُوا أَبَدا
وَبَلَى وَاللَّهِ قَدْ بَعِدُوا
يريد : كنتم أحقاء في حياتكم بأن يدعى لكم بذلك، وعلل ذلك بكونهم مجرمين دلالة على أن كل مجرم ماله إلا الأكل والتمتع أياماً قلائل، ثم البقاء في الهلاك أبداً. ويجوز أن يكون ) كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ ( ( المرسلات : ٤٦ )، كلاماً مستأنفاً خطاباً للمكذبين في الدنيا ) ارْكَعُواْ ( اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه. واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة، لا يخشعون ولا يقبلون ذلك، ويصرون على استكبارهم. وقيل : ما كان على العرب أشدّ من الركوع والسجود : وقيل :
( ١٢٦٠ ) نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله ( ﷺ ) بالصلاة، فقالوا : لا نجبى فإنها مسبة علينا. فقال رسول الله ( ﷺ ) : لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود ) بَعْدَهُ ( بعد القرآن، يعني أنّ القرآن من بين الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة، فحين لم يؤمنوا به فبأي كتاب بعده ) يُؤْمِنُونَ ( وقرىء ( تؤمنون ) بالتاء.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٢٦١ ) ( من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين )