" صفحة رقم ٧٠٤ "
وهو مخرجه من بطن أمّه. أو السبيل الذي يختار سلوكه من طريقي الخير والشر بإقداره وتمكينه، كقوله :) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ( ( الإنسان : ٣ ) وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : بين له سبيل الخير والشر ) فَأَقْبَرَهُ ( فجعله ذا قبر يوارى فيه تكرمة له، ولم يجعله مطروحاً على وجه الأرض جزراً للسباع والطير كسائر الحيوان. يقال : قبر الميت إذا دفنه. وأقبره الميت. إذا أمره أن يقبره ومكنه منه. ومنه قول من قال للحجاج : أقبرنا صالحاً ) أَنشَرَهُ ( أنشأه النشأة الأخرى. وقرىء ( نشره ) ) كَلاَّ ( ردع للإنسان عما هو عليه ) لَمَّا يَقْضِ ( لم يقض بعد، مع تطاول الزمان وامتداده من لدن آدم إلى هذه الغاية ) مَآ أَمَرَهُ ( الله حتى يخرج عن جميع أوامره، يعني : أنّ إنساناً لم يخل من تقصير قط.
) فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ط ) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الاٌّ رْضَ شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلاًّنْعَامِكُمْ (
عبس :( ٢٤ ) فلينظر الإنسان إلى.....
ولما عدد النعم في نفسه : أتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه، فقال :) فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ( إلى مطعمه الذي يعيش به كيف دبرناً أمره ( أنا صببنا الماء ) يعني الغيث. قرىء بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من الطعام، وقرأ الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما ( أنى صببنا ) بالإمالة على معنى : فلينظر الإنسان كيف صببنا الماء. وشققنا : من شق الأرض بالنبات ويجوز أن يكون من شقها بالكراب على البقر ؛ وأسند الشك إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب. والحب : كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما. والقضب : الرطبة والمقضاب : أرضه، سمي بمصدر قضبه إذا قطعه ؛ لأنه يقضب مرَّة بعد مرّة ) وَحَدَائِقَ غُلْباً ( يحتمل أن يجعل كل حديقة غلباء، فيريد تكاثفها وكثرة أشجارها وعظمها، كما تقول : حديقة ضخمة، وأن يجعل شجرها غلباً، أي : عظاماً غلاظاً. والأصل في الوصف بالغلب : الرقاب ؛ فاستعير. قال عمرو بن معد يكرب :


الصفحة التالية
Icon