" صفحة رقم ٧١٧ "
حاصلاً في بعض الصور ؛ ومحله النصب على الحال إن علق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بعدلك، ويكون في ( أي ) معنى التعجب، أي فعدلك في صورة عجيبة، ثم قال : ما شاء ركبك. أي ركبك ما شاء من التراكيب، يعني تركيباً حسناً.
) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (
الإنفطار :( ٩ ) كلا بل تكذبون.....
) كَلاَّ ( ارتدعوا عن الاغترار بكرم الله والتسلق به. وهو موجب الشكر والطاعة، إلى عكسهما الذي هو الكفر والمعصية. ثم قال :) بَلْ تُكَذّبُونَ بِالدّينِ ( أصلا وهو الجزاء. أو دين الإسلام. فلا تصدّقون ثواباً ولا عقاباً وهو شر من الطمع المنكر ) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ( تحقيق لما يكذبون به من الجزاء، يعني أنكم تكذبون بالجزاء والكاتبون يكتبون عليكم أعمالكم لتجازوا بها. وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم : تعظيم لأمر الجزاء، وأنه عند الله من جلائل الأمور ؛ ولولا ذلك لما وكل بضبط ما يحاسب عليه، ويجازي به الملائكة الكرام الحفظة الكتبة. وفيه إنذار وتهويل وتشوير للعصاة ولطف للمؤمنين وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها قال : ما أشدّها من أية على الغافلين.
) إِنَّ الاٌّ بْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ (
الإنفطار :( ١٣ ) إن الأبرار لفي.....
) وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ( كقوله :) وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ( ( المائدة : ٣٧ )، ويجوز أن يراد : يصلون النار يوم الدين وما يغيبون عنها قبل ذلك، يعني : في قبورهم، وقيل : أخبر الله في هذه السورة أنّ لابن آدم ثلاث حالات : حال الحياة التي يحفظ فيها عمله، وحال الآخرة التي يجازي فيها، وحال البرزخ وهو قوله :) وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (.
) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالاٌّ مْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (
الإنفطار :( ١٧ ) وما أدراك ما.....
يعني أن أمر يوم الدين بحيث لا تدرك دراية دار كنهه في الهول والشدّة وكيفما تصورته فهو فوق ذلك وعلى أضعافه، والتكرير لزيادة التهويل، ثم أجمل القوم في وصفه فقال ) يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ( أي لا تستطيع دفعاً عنها ولا نفعاً لها بوجه ولا أمر إلا لله وحده. من رفع فغلى البدل من يوم الدين، أو على : هو يوم لا تملك. ومن نصب فبإضمار يدانون ؛ لأنّ الدين يدل عليه. أو بإضمار أذكر. ويجوز أن يفتح