" صفحة رقم ٧٢٧ "
حتى تمتدّ وتنبسط ويستوي ظهرها، كما قال تعالى :) قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً ( ( طه : ١٠٦ ١٠٧ )، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : مدّت مدّ الأديم العكاظي ؛ لأن الأديم إذا مدّ زال انثناء فيه وأمت واستوى أو من مدّه بمعنى أمدّه، أي : زيدت سعة وبسطة ) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا ( ورمت بما في جوفها مما دفن فيها من الموتى والكنوز ) وَتَخَلَّتْ ( وخلت غاية الخلو حتى لم يبق شيء في باطنها، كأنها تكلفت أقصى جهدها في الخلو، كما يقال : تكرم الكريم، وترحم الرحيم : إذا بلغا جهدهما في الكرم والرحمة، وتكلفا فوق ما في طبعهما ) وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا ( في إلقاء ما في بطنها وتخليها.
) ياأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (
الإنشقاق :( ٦ ) يا أيها الإنسان.....
الكدح : جهد النفس في العمل والكدّ فيه حتى يؤثر فيها، من كدح جلده : إذا خدشه ومعنى ) كَادِحٌ إِلَى رَبّكَ ( جاهد إلى لقاء ربك، وهو الموت وما بعده من الحال الممثلة باللقاء ) فَمُلَاقِيهِ ( فملاق له لا محالة لا مفرّ لك منه، وقيل : الضمير في ملاقيه للكدح ) يَسِيراً ( سهلاً هينا لا يناقش فيه ولا يعترض بما يسوءه ويشق عليه، كما يناقش أصحاب الشمال. وعن عائشة رضي الله عنها : هو أن يعرّف ذنوبه، ثم يتجاوز عنه. وعن النبي ( ﷺ ) أنه قال :
( ١٢٨٠ ) ( من يحاسب يعذب فقيل يا رسول الله : فسوف يحاسب حساباً يسيراً. قال ذلكم العرض، من نوقش في الحساب عذب ) ) إِلَى أَهْلِهِ ( إلى عشيرته إن كانوا مؤمنين. أو إلى فريق المؤمنين. أو إلى أهله في الجنة من الحور العين ) وَرَاء ظَهْرِهِ ( قيل : تغل يمناه إلى عنقه، وتجعل شماله وراء ظهره، فيؤتى كتابه بشماله من روءا ظهره. وقيل تخلع يده اليسرى من وراء ظهره، ) يَدْعُو ثُبُوراً ( يقول : يا ثبوراه. والثبور : الهلاك. وقرىء ( ويصلى سعيراً ) كقوله :) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ( ( الواقعة : ٩٤ )، ويصلى : بضم الياء والتخفيف، كقوله :) وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ( ( النساء : ١١٥ )، ) فِى أَهْلِهِ ( فيما بين ظهرانيهم : أو معهم، على أنهم كانوا جميعاً مسرورين، يعني أنه كان في الدنيا مترفا بطرا


الصفحة التالية
Icon