" صفحة رقم ٧٤١ "
فينسى من الوحي ما يشاء ؛ ويترك محفوظاً ما يشاء.
) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الاٌّ شْقَى الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا (
الأعلى :( ٨ ) ونيسرك لليسرى
) وَنُيَسّرُكَ لِلْيُسْرَى ( معطوف على ) سَنُقْرِئُكَ ( وقوله :) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ( اعتراض ومعناه : ونوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل، يعني : حفظ الوحي. وقيل للشريعة السمحة التي هي أيسر الشرائع وأسهلها مأخذاً. وقيل : نوفقك لعمل الجنة. فإن قلت : كان الرسول ( ﷺ ) مأموراً بالذكرى نفعت أو لم تنفع، فما معنى اشتراط النفع ؟ قلت : هو على وجهين، أحدهما : أنّ رسول الله ( ﷺ ) قد استفرغ مجهوده في تذكيرهم، وما كانوا يزيدون على زيادة الذكرى إلا عتوّاً وطغياناً، وكان النبي ( ﷺ ) يتلظى تحسرة وتلهفاً ويزداد جداً في تذكيرهم وحرصاً عليه، فقيل له :) وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ( ( ق : ٤٥ )، ) وَأَعْرِض عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ( ( الزخرف : ٨٩ )، ) فَذَكّرْ إِن نَّفَعَتِ الذّكْرَى ( وذلك بعد إلزام الجة بتكرير التذكير. والثاني : أن يكون ظاهره شرطاً، ومعناه ذمّا للمذكرين، وإخباراً عن حالهم، واستبعاداً لتأثير الذكرى فيهم، وتسجيلاً عليهم بالطبع على قلوبهم، كما تقول للواعظ : عظ المكاسين إن سمعوا منك. قاصداً بهذا الشرط استبعاد ذلك، وأنه لن يكون ) سَيَذَّكَّرُ ( فيقبل التذكرة وينتفع بها ) مَن يَخْشَى ( الله وسوء العاقبة، فينظر ويفكر حتى يقوده النظر إلى اتباع الحق : فأمّا هؤلاء فغير خاشين ولا ناظرين، فلا تأمل أن يقبلوا منك ) وَيَتَجَنَّبُهَا ( ويتجنب الذكرى ويتحاماها ) الاٌّ شْقَى ( الكافر ؛ لأنه أشقى من الفاسق. أو الذي هو أشقى الكفرة لتوغله في عداوة رسول الله ( ﷺ ). وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة ) النَّارَ الْكُبْرَى ( السفلى من أطباق النار وقيل ) الْكُبْرَى ( نار جهنم. والصغرى نار الدنيا وقيل ) ثُمَّ ( لأنّ الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلى، فهو متراخ عنه في مراتب الشدّة والمعنى : لا يموت فيستريح، ولا يحيى حياة تنفعه.
) قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى


الصفحة التالية
Icon