" صفحة رقم ٧٤٦ "
) نَّاعِمَةٌ ( ذات بهجة وحسن، كقوله :) تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ( ( المطففين : ٢٤ )، أو متنعمة ) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ( رضيت بعملها لما رأيت ما أدّاهم إليه من الكرامة والثواب ) عَالِيَةٍ ( من علو المكان أو المقدار ) لاَّ تَسْمَعُ ( يا مخاطب. أو الوجوه ) لَاغِيَةً ( أي لغوا، أو كلمة ذات لغو. أو نفساً تلغو، لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم. وقرىء :( لا تسمع ) على البناء للمفعول بالتاء والياء ) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ( يريد عبوناً في غاية الكثرة، كقوله :) عَلِمَتْ نَفْسٌ ( ( التكوير : ١٤ )، ) مَّرْفُوعَةٍ ( من رفعة المقدار أو السمك، ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوّله ربه من الملك والنعيم. وقيل : مخبوءة لهم، من رفع الشيء إذا خبأه ) مَّوْضُوعَةٌ ( كلما أرادوها وجدوها موضوعة بين أيديهم عتيدة حاضرة، لا يحتاجون إلى أن يدعوا بها. أو موضوعة على حافات العيون معدّة للشرب. ويجوز أن يراد : موضوعة عن حد الكبار، أوساط بين الصغر والكبر، كقوله :) قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً ( ( الإنسان : ١٦ ) ) مَصْفُوفَةٌ ( بعضها إلى جنب بعض. مساند ومطارح، أينما أراد أن يجلس على مسورة واستند إلى أخرى ) وَزَرَابِيُّ ( وبسط عراض فاخرة. وقيل : هي الطنافس التي لها خمل رقيق. جمع زربية ) مَبْثُوثَةٌ ( مبسوطة أو مفرقة في المجالس.
) أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الاٌّ رْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيْعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الاٌّ كْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (
الغاشية :( ١٧ - ٢٦ ) أفلا ينظرون إلى.....
) أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ ( نظر اعتبار ) كَيْفَ خُلِقَتْ ( خلقاً عجيباً، دالاً على تقدير مقدر، شاهداً بتدبير مدبر، حيث خلقها للنهوض بالأثقال وجرها إلى البلاد الشاحطة فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر، ثم تنهض بما حملت، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمّنها : لا تعاز ضعيفاً ولا تمانع صغيراً، وبرأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار. وعن بعض الحكماء. أنه حدث عن البعير وبديع خلقه، وقد نشأ في بلاد لا إبل بها، ففكر ثم قال : يوشك أن تكون طوال الأعناق، وحين أراد بها أن تكون سفائن البر صبرها على احتمال العطش ؛ حتى إن أظماءها لترتفع إلى العشر فصاعداً، وجعلها ترعى كل


الصفحة التالية
Icon