" صفحة رقم ٧٥١ "
ذات العماد ) بإضافة إرم إلى ذات العماد. والإرم : العلم، يعني : بعاد أهل أعلام ذات العماد. و ) ذَاتِ الْعِمَادِ ( اسم المدينة وقرىء ( بعاد إرمّ ذات العماد ) أي جعل الله ذات العماد رميماً بدلاً من فعل ربك ؛ وذات العماد إذا كانت صفة للقبيلة، فالمعنى : أنهم كانوا بدويين أهل عمد، أو طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة ومنه قولهم : رجل معمد وعمدان : إذا كان طويلاً. وقيل : ذات البناء الرفيع، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى : أنها ذات أساطين. وروي أنه كان لعاد ابنان : شداد وشديد ؛ فملكا وقهراً، ثم مات شديد وخلص الأمر لشداد، فملك الدنيا ودانت له ملوكها، فسمع بذكر الجنة فقال أبني مثلها، فبني إرم في بعض صحاري عدن في ثلثمائة سنة، وكان عمره تسعمائة سنة : وهي مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الزبرجد والياقوت. وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة ؛ ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته ؛ فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا. وعن عبد الله بن قلابة : أنه خرج في طلب إبل له، فوقع عليها، فحمل ما قدر عليه مما ثم، وبلغ خبره معاوية فاستحضره، فقص عليه، فبعث إلى كعب فسأله فقال : هي إرم ذات العماد، وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال، يخرج في طلب إبل له ؛ ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال : هذا والله ذلك الرجل ) لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا ( مثل عاد ) فِى الْبِلَادِ ( عظم أجرام وقوّة، كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع، وكان يأتي الصخرة العظيمة فيحملها فيلقيها على الحي فيهلكهم، أو لم يخلق مثل مدينة شدّاد في جميع بلاد الدنيا. وقرأ ابن الزبير ( لم يخلق ملثها )، أي : لم يخلق الله مثلها ) جَابُواْ الصَّخْرَ ( قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتاً، كقوله :) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً ( ( الشعراء : ١٤٩ ) قيل : أول من نحت الجبال والصخور والرخام : ثمود، وبنوا ألفاً وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة. قيل له : ذو الأوتاد، لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا، أو لتعذيبه بالأوتاد، كما فعل بماشطة بنته وبآسية ) الَّذِينَ طَغَوْاْ ( أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب على الذم. ويجوز أن يكون مرفوعاً على : هم الذين طغوا أو مجروراً على وصف المذكورين عاد وثمود وفرعون يقال : صب عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط : إشارة إلى أن ما أحله بهم في الدنيا من العذاب


الصفحة التالية
Icon