" صفحة رقم ٧٦٠ "
تعتق النسمة وتفك الرقبة. قال : أو ليسا سواء ؟ قال : لا، إعتاقها أن تنفرد بعتقها. وفكها : أن تعين في تخليصها من قود أو غرم. والعتق والصدقة : من أفاضل الأعمال. وعن أبي حنيفة رضي الله عنه : أن العتق أفضل من الصدقة. وعن الشعبي في رجل عنده فضل نفقة : أيضعه في ذي قرابة، أو يعتق رقبة ؟ قال : الرقبة أفضل، لأن النبي ( ﷺ ) قال :
( ١٣٠٤ ) ( من فك رقبة فك الله بكل عضو منها عضواً منه من النار ). قرىء :( فك رقبة ) أو إطعام ) على : هي فك رقبة، أو إطعام. وقرىء :( فك رقبة ) أو أطعم، على الإبدال من اقتحم العقبة. وقوله :) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ( اعتراض، ومعناه : أنك لم تدركنه صعوبتها على النفس وكنه ثوابها عند الله. والمسغبة، والمقربة، والمتربة : مفعلات من سغب : إذا جاع. وقرب في النسب، يقال : فلان ذو قرابتي. وذو مقربتي. وترب : إذا افتقر، ومعناه. التصق بالتراب. وأما أترب فاستغنى، أي : صار ذا مال كالتراب في الكثرة، كما قيل : أثري.
( ١٣٠٥ ) وعن النبي ( ﷺ ) في قوله :) ذَا مَتْرَبَةٍ ( الذي مأواه المزابل، ووصف اليوم بذي مسغبة نحو ما يقول النحويون في قولهم : هم ناصب : ذو نصب. وقرأ الحسن :( ذا مسغبة ) نصبه بإطعام. ومعناه : أو إطعام في يوم من الأيام ذا مسغبة.
) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَائِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ (
البلد :( ١٧ - ٢٠ ) ثم كان من.....
) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ ( جاء بثم لتراخي الإيمان وتباعده في الرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة، لا في الوقت ؛ لأن الإيمان هو السابق المقدّم على غيره، ولا يثبت عمل صالح إلاّ به. والمرحمة : الرحمة، أي : أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على الإيمان


الصفحة التالية
Icon