" صفحة رقم ٧٦٩ "
قلت : هو على وجهين : إن جعلته بدلاً من ) يُؤْتِى ( فلا محل له ؛ لأنه داخل في حكم الصلة، والصلات لا محل لها وإن جعلته حالاً في الضمير في ) يُؤْتِى ( فمحله النصب ) ابْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ ( مستثنى من غير جنسه وهو النعمة أي : ما لأحد عنده نعمة إلاّ ابتغاء وجه ربه، كقولك : ما في الدار أحد إلاّ حماراً. وقرأ يحيى بن وثاب :( إلا ابتغاء وجه ربه ) بالرفع : على لغة من يقول : ما في الدار أحد ألا حمار وأنشد في اللغتين قول بشر بن أبي حازم : أَضْحَتْ خَلاً فِقَاراً لاَ أَنِيسَ بِهَا
إلاّ الْجَآذِرُ وَالظّلْمَانُ تَخْتَلِفُ
وقول القائل : وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيس
إلاَّ الْيَعَافِيرُ وَإلاَّ الْعَيسُ
ويجوز أن يكون ) ابْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ ( مفعولاً له على المعنى، لأنّ معنى الكلام : لا يؤتى ماله إلاّ ابتغاء وجه ربه، لا لمكافأة نعمة ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى ( موعد بالثواب الذي يرضيه ويقرّ عينه.
وعن رسول ( ﷺ ) :
( ١٣٠٩ ) ( من قرأ سورة والليل، أعطاه الله حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر ).