" صفحة رقم ٧٨٤ "
زائدة مكرّرة للتوكيد. وعن الحسن أنه أمية بن خلف كان ينهى سلمان عن الصلاة ) كَلاَّ ( ردع لأبي جهل وخسوء له عن نهيه عن عبادة الله تعالى وأمره بعبادة اللات، ثم قال ) لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ( عما هو فيه ) لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ( لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها إلى النار. والسفع : القبض على الشيء وجذبه بشدّة. قال عمرو بن معديكرب : قَوْمٌ إذَا يَقَعُ الصَّرِيخُ رَأَيْتَهُم
مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ
وقرىء :( لنسفعن ) بالنون المشدّدة. وقرأ ابن مسعود : لأسفعا. وكتبتها في المصحف بالألف على حكم الوقف، ولما علم أنها ناصية المذكور : اكتفى بلام العهد عن الإضافة ) نَاصِيَةٍ ( بدل من الناصية ؛ جاز بدلها عن المعرفة، وهي نكرة ؛ لأنها وصفت فاستقلت بفائدة. وقرىء :( ناصية ) على : هي ناصية، وناصية بالنصب. وكلاهما على الشتم. ووصفها بالكذب والخطأ على الإسناد المجازي. وهما في الحقيقة لصاحبها. وفيه من الحسن والجزالة ما ليس في قولك : ناصية كاذب خاطىء. والنادي : المجلس الذي ينتدى فيه القوم. أي : يجتمعون. والمراد : أهل النادي. كما قال جرير : لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّهَالِ أَذِلَّة ;
وقال زهير :
وَفِيهِمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوهُهُمْ ;
والمقامة : المجلس. روى :
( ١٣٢٤ ) أن أبا جهل مرّ برسول الله ( ﷺ ) وهو يصلي فقال : ألم أنهك ؟ فأغلظ له رسول الله ( ﷺ ) ؛ فقال : أتهدّدني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً، فنزلت. وقرأ ابن أبي عبلة :( سيدعى الزبانية ) على البقاء للمفعول، والزبانية في كلام العرب : الشرط، الواحد، زبينة، كعفرية، من الزبن : وهو الدفع. وقيل : زبني، وكأنه نسب إلى الزبن، ثم غير