" صفحة رقم ٧٩١ "
ما ناصبهما ؟ قلت :) يَوْمَئِذٍ ( بدل من ( إذا )، وناصبهما ) تُحَدِّثُ (. ويجوز أن ينتصب ( إذا ) بمضمر، و ) يَوْمَئِذٍ ( بتحدّث. فإن قلت : أين مفعولاً ( تحدث ) ؟ قلت : قد حذف أوّلهما، والثاني : أخبارها، وأصله تحدث الخلق أخبارها ؛ إلاّ أن المقصود ذكر تحديثها الأخبار لا ذكر الخلق تعظيماً لليوم. فإن قلت : بم تعلقت الباء في قوله :) بِأَنَّ رَبَّكَ ( ؟ قلت : بتحدّث، معناه : تحدّث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها، وأمره إياها بالتحديث. ويجوز أن يكون المعنى : يومئذ تحدث بتحديث أنّ ربك أوحى لها أخبارها، على أن تحديثها بأن ربك أوحى لها : تحديث بأخبارها، كما تقول : نصحتني كل نصيحة، بأن نصحتني في الدين. ويجوز أن يكون ) بِأَنَّ رَبَّكَ ( بدلاً من ) أَخْبَارَهَا ( كأنه قيل : يومئذ تحدث بأخبارها بأن ربك أوحى لها ؛ لأنك تقول : حدثته كذا وحدثته بكذا، و ) أَوْحَى لَهَا ( بمعنى أوحى إليها، وهو مجاز كقوله :) أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( قال : أَوْحَى لَهَا الْقَرَارَ فَاسْتَقَرَّتْ
وقرأ ابن مسعود :( تنبىء أخبارها ). وسعيد بن جبير : تنبىء، بالتخفيف. يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف ) أَشْتَاتاً ( بيض الوجوه آمنين ؛ وسود الوجوه فزعين. أو يصدرون عن الموقف أشتاتاً يتفرق بهم طريقا الجنة والنار، ليروا جزاء أعمالهم. وفي قراءة النبيّ ( ﷺ ) :( ليروا ) بالفتح. وقرأ ابن عباس وزيد بن علي :( يره ) بالضم. ويحكى أنّ أعرابياً أخر ) خَيْراً يَرَهُ ( فقيل له : قدّمت وأخّرت ؛ فقال :
خُذَا بَطْنَ هَرْشَى أَوْ قَفَاهَا فَإن كِلاَ جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ
والذرّة : النملة الصغيرة، وقيل :( الذرّ ) ما يرى في شعاع الشمس من الهباء. فإن قلت : حسنات الكافر محبطة بالكفر، وسيئات المؤمن معفوّة باجتناب الكبائر، فما