" صفحة رقم ٧٩٥ "
والثغر للثورة وما أشبه ذلك. وقيل : الضبح لا يكون إلاّ للفرس والكلب والثعلب. وقيل : الضبح بمعنى الضبع، يقال : ضبحت الإبل وضبعت : إذا مدّت أضباعها في السير، وليس بثبت. وجمع : هو المزدلفة. فإن قلت : علام عطف ( فأثرن ) ؟ قلت : على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه ؛ لأنّ المعنى : واللاتي عدون فأورين، فأغرن فأثرن. الكنود : الكفور. وكند النعمة كنوداً. ومنه سمي : كندة، لأنه كند أباه ففارقه. وعن الكلبي : الكنود بلسان كندة : العاصي، وبلسان بني مالك : البخيل، وبلسان مضر وربيعة : الكفور، يعني : أنه لنعمة ربه خصوصاً لشديد الكفران ؛ لأن تفريطه في شكر نعمة غير الله تفريط قريب لمقاربة النعمة، لأن أجلّ ما أنعم به على الإنسان ) عَلَى ذالِكَ ( على كنوده ) لَشَهِيدٌ ( يشهد على نفسه ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره. وقيل : وإنّ الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد ) الْخَيْرُ ( المال من قوله تعالى :) إِن تَرَكَ خَيْرًا ( ( البقرة : ١٨٠ ) والشديد : البخيل الممسك. يقال : فلان شديد ومتشدّد. قال طرفة : أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِشِ المْمُتَشَدِّدِ
يعني : وإنه لأجل حب المال وأن إنفاقه يثقل عليه : لبخيل ممسك. أو أراد بالشديد : القوي، وأنه لحب المال وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس. تقول : هو تشديد لهذا الأمر، وقويٌّ له : إذا كان مطيقاً له ضابطاً. أو أراد : أنه لحب الخيرات غير هش منبسط، ولكنه منقبض ) بُعْثِرَ ( بعث. وقرىء :( بحثر ) وبحث، وبحثر. وحصل : على بنائهما للفاعل. وحصل : بالتخفيف. ومعنى ( حصل ) جمع في الصحف، أي : أظهر محصلاً مجموعاً. وقيل : ميز بين خيره وشره. ومنه قيل للمنخل : المحصل. ومعنى علمه بهم يوم القيامة : مجازاته لهم على مقادير أعمالهم ؛ لأنّ ذلك أثر خبره بهم. وقرأ أبو السمال :( إن ربهم بهم يومئذ خبير ).
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ١٣٣٥ ) ( من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً ).