" صفحة رقم ٨٢ "
يحرسونه وقيل : الذي شدّ الله به ملكه وقذف في قلوب قومه الهيبة : أنّ رجلاً ادّعى عنده على آخر بقرة، وعجز عن إقامة البينة، فأوحى الله تعالى إليه في المنام : أن اقتل المدّعى عليه، فقال : هذا منام، فأعيد الوحي في اليقظة، فأعلم الرجل فقال : إنّ الله عزّ وجلّ لم يأخذني بهذا الذنب، ولكن بأني قتلت أبا هذا غيلة، فقتله، فقال الناس : إن أذنب أحد ذنباً أظهره الله عليه، فقتله، فهابوه ) الْحِكْمَةَ ( الزبور وعلم الشرائع. وقيل : كل كلام وافق الحق فهو حكمة. الفصل : التميز بين الشيئين. وقيل للكلام البين : فصل، بمعنى المفصول كضرب الأمير، لأنهم قالوا : كلام ملتبس، وفي كلامه لبس. والملتبس : المختلط، فقيل في نقيضه : فصل، أي : مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبسن عليه ومن فصل الخطاب وملخصه : أن لا يخطىء صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله :) فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ( ( الماعون : ٤ ) إلا موصولاً بما بعده، ولا ( والله يعلم وأنتم ) حتى يصله بقوله :) لاَ تَعْلَمُونَ ( ( البقرة : ٢٣٢ ) ونحو ذلك، وكذلك مظانّ العطف وتركه، والإضمار والإظهار والحذف والتكرار، وإن شئت كان الفصل بمعنى الفاصل، كالصوم والزور، وأردت بفصل الخطاب : الفاصل من الخطاب الذي يفصل بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والصواب والخطأ، وهو كلامه في القضايا والحكومات، وتدابير الملك والمشورات. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهو قوله : البينة على المدّعي واليمين على المدّعى عليه، وهو من الفصل بين الحق والباطل، ويدخل فيه قول بعضهم : هو قوله ( أمّا بعد ) لأنه يفتتح إذا تكلم في الأمر الذي له شأن بذكر الله وتحميده، فإذا أراد أن يخرج إلى الغرض المسوق إليه : فصل بينه وبين ذكر الله بقول : أمّا بعد. ويجوز أن يراد الخطاب القصد الذي ليس فيه اختصاراً مخلّ ولا إشباع مملّ. ومنه ما جاء في صفة كلام رسول الله ( ﷺ ) : فصل لا نذر ولا هذر.
) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ (
ص :( ٢١ ) وهل أتاك نبأ.....
كان أهل زمان داود عليه السلام يسأل بعضهم بعضاً أن ينزل له عن امرأته فيتزوجها إذا أعجبته وكانت لهم عادة في المواساة بذلك قد اعتادوها. وقد روينا أن الأنصار كانوا