" صفحة رقم ٨٢٣ "
أو على : هو أحد، وهو بمعنى واحد، وأصله وحد. وقرأ عبد الله وأبيّ :( هو الله أحد ) بغير ) قُلْ ( وفي قراءة النبي ( ﷺ ) :( الله أحد ) بغير ) قُلْ هُوَ ( وقال من قرأ : الله أحد، كان بعدل القرآن. وقرأ الأعمش :( قل هو الله الواحد ). وقرىء :( أحد الله ) بغير تنوين : أسقط لملاقاته لام التعريف. ونحوه : وَلاَ ذَاكِراً اللَّهِ إلاّ قَلِيلاً ;
والجيد هو التنوين، وكسره لالتقاء الساكنين. و ) الصَّمَدُ ( فعل بمعنى مفعول، من صمد إليه إذا قصده، وهو السيد المصمود إليه في الحوائج. والمعنى : هو الله الذي تعرفونه وتقرّون بأنه خالق السماوات والأرض وخالقكم، وهو واحد متوحد بالإلاهية لا يشارك فيها، وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق ولا يستغنون عنه، وهو الغني عنهم ) لَمْ يَلِدْ ( لأنه لا يجانس، حتى يكون له من جنسه صاحبه فيتوالدا. وقد دلّ على هذا المعنى بقوله :) أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَاحِبَةٌ ( ( الأنعام : ١٠١ ). ) وَلَمْ يُولَدْ ( لأنّ كل مولود محدث وجسم، وهو قديم لا أوّل لوجوده وليس بجسم ولم يكافئه أحد، أي : لم يماثله ولم يشاكله. ويجوز أن يكون من الكفاءة في النكاح، نفياً للصاحبة : سألوه أن يصفه لهم، فأوحى إليه ما يحتوى على صفاته، فقوله :) هُوَ اللَّهُ ( إشارة لهم إلى من هو خالق الأشياء وفاطرها، وفي طيّ ذلك وصفه بأنه قادر عالم ؛ لأنّ الخلق يستدعي القدرة والعلم، لكونه واقعاً على غاية إحكام واتساق وانتظام. وفي ذلك وصفه بأنه حي سميع بصير. وقوله :) أَحَدٌ ( وصف بالوحدانية ونفي الشركاء. وقوله :) الصَّمَدُ ( وصف بأنه ليس إلاّ محتاجاً إليه، وإذا لم يكن إلاّ محتاجاً إليه : فهو غني. وفي كونه غنياً مع كونه عالماً : أنه عدل غير فاعل للقبائح، لعلمه بقبح القبيح وعلمه بغناه عنه. وقوله :) لَمْ يُولَدْ ( وصف بالقدم والأوّلية. وقوله :) لَمْ يَلِدْ ( نفي للشبه والمجانسة. وقوله :) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( تقرير لذلك وبت للحكم به، فإن قلت : الكلام العربي الفصيح أن يؤخر الظرف الذي هو لغو غير مستقر ولا يقدم،


الصفحة التالية
Icon