" صفحة رقم ٨٢٨ "
( ١٣٧٦ ) ( من قرأ المعوّذتين فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى كلها ).
( سورة الناس )
مكية، وقيل : مدنية، وآياتها ٦ ( نزلت بعد الفلق )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَاهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (الناس :( ١ ) قل أعوذ برب.....
قرىء :( قل أعوذ ) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام، ونحوه. فخذ أربعة. فإن قلت : لم قيل ) بِرَبّ النَّاسِ ( مضافاً إليهم خاصة ؟ قلت : لأنّ الاستعاذة وقعت من شرّ الموسوس في صدور الناس، فكأنه قيل : أعوذ من شرّ الموسوس إلى الناس بربهم الذي يملك عليهم أمورهم، وهو إلاههم ومعبودهم، كما يستغيث بعض الموالى إذا اعتراهم خطب بسيدهم ومخدومهم ووالي أمرهم. فإن قلت :) مَلِكِ النَّاسِ إِلَاهِ النَّاسِ ( ما هما من رب الناس ؟ قلت : هما عطف بيان، كقولك : سيرة أبي حفص عمر الفاروق. بين بملك الناس، ثم زيد بياناً بإلاه الناس، لأنه قد يقال لغيره : رب الناس، كقوله :) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللَّهِ ( ( التوبة : ٣١ ) وقد يقال : ملك الناس. وأمّا ) إِلَاهِ النَّاسِ ( فخاص لا شركة فيه، فجعل غاية للبيان. فإن قلت : فهلا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرّة