" صفحة رقم ٨٨ "
تَمْشِي رُوَيْداً تَكَادُ تَنْغَرِفُ ;
) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَالِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَأابٍ (
ص :( ٢٤ ) قال لقد ظلمك.....
) لَقَدْ ظَلَمَكَ ( جواب قسم محذوف. وفي ذلك استنكار لفعل خليطه وتهجين لطمعه. والسؤال : مصدر مضاف إلى المفعول، كقوله تعالى :) مِن دُعَاء الْخَيْرِ ( ( فصلت : ٤٩ ) وقد ضمن معنى الإضافة فعدّى تعديتها، كأنه قيل بإضافة ) نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ( على وجه السؤال والطلب. فإن قلت : كيف سارع إلى تصديق أحد الخصمين حتى ظلم الآخر قبل استماع كلامه ؟ قلت : ما قال ذلك إلاّ بعد اعتراف صاحبه، لكنه لم يحك في القرآن لأنه معلوم. ويروى أنه قال أنا أريد أن آخذها منه وأكمل نعاجي مائة، فقال داود : إن رمت ذلك ضربنا منك هذا وهذا، وأشار إلى طرف الأنف والجبهة، فقال : يا داود أنت أحقّ أن يضرب منك هذا وهذا، وأنت فعلت كيت وكيت، ثم نظر داود فلم ير أحداً، فعرف ما وقع فيه ) الْخُلَطَاء ( الشركاء الذين خلطوا أموالهم، الواحد : خليط، وهي الخلطة، وقد غلبت في الماشية ؛ والشافعي رحمه الله يعتبرها، فإذا كان الرجلان خليطين في ماشية بينهما غير مقسومة، أو لكل واحد منهما ماشية على حدة إلاّ أنّ مراحهما ومساقهما وموضع حلبهما والراعي والكلب واحد والفحولة مختلطة : فهما يزكيان زكاة الواحد ؛ فإن كان لهما أربعون شاة فعليهما شاة. وإن كانوا ثلاثة ولهم مائة وعشرون لكل واحد وأربعون، فعليهم واحدة كما لو كانت لواحد. وعند أبي حنيفة : لا تعتبر الخلطة، والخليط والمنفرد عنده واحد، ففي أربعين بين خليطين : لا شيء عنده، وفي مائة وعشرين بين ثلاثة : ثلاث شياه. فإن قلت : فهذه الخلطة ما تقول فيها ؟ قلت : عليهما شاة واحدة، فيجب على ذي النعجة أداء جزء من مائة جزء من الشاة عند الشافعي رحمه الله، وعند أبي حنيفة لا شيء عليه، فإن قلت : ماذا أراد بذكر حال