" صفحة رقم ٩٤ "
( ٩٥٩ ) ( ما وُصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل ) وسماه زيد الخير. وسأل رجل بلالاً رضي الله عنه عن قوم يستبقون : من السابق ؟ فقال : رسول الله ( ﷺ ). فقال له الرجل : أردت الخيل. فقال : وأنا أردت الخير. والتواري بالحجاب : مجاز في غروب الشمس عن تواري الملك. أو المخبأة بحجابهما. والذي دلّ على أن الضمير للشمس مرور ذكر العشي، ولا بد للمضمر من جري ذكر أو دليل ذكر. وقيل : الضمير للصافنات، أي : حتى توارت بحجاب الليل يعني الظلام. ومن بدع التفاسير : أن الحجاب جبل دون قاف بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه ) فَطَفِقَ مَسْحاً ( فجعل يمسح مسحاً، أي : يمسح بالسيف بسوقها وأعناقها، يعني : يقطعها. يقال : مسح علاوته، إذا ضرب عنقه، ومسح المسفر الكتاب إذا قطع أطرافه بسيفه. وعن الحسن : كسف عراقيبها وضرب أعناقها، أراد بالكسف : القطع، ومنه : الكسف في ألقاب الزحاف في العروض. ومن قال بالشين المعجمة فمصحف. وقيل : مسحها بيده استحساناً لها وإعجاباً بها. فإن قلت : بم اتصل قوله :) رُدُّوهَا عَلَىَّ ( ؟ قلت : بمحذوف، تقديره : قال ردّوها عليّ، فأضمر وأضمر ما هو جواب له، كأن قائلاً قال : فماذا قال سليمان ؟ لأنه موضع مقتض للسؤال اقتضاءً ظاهراً، وهو اشتغال نبيّ من أنبياء الله بأمر الدنيا، حتى تفوّته الصلاة عن وقتها. وقرىء :( بالسؤوق ) بهمز الواو لضمتها، كما في أدؤر. ونظيره : الغؤر، في مصدر غارت الشمس. وأما من قرأ بالسؤق فقد جعل الضمة في السين كأنها في الواو للتلاصق، كما قيل : مؤسى : ونظير ساق وسوق : أسد وأسد. وقرىء :( بالساق ) اكتفاء بالواحد عن الجمع، لأمن الإلباس.


الصفحة التالية
Icon