) وأرغد القوم حصلوا في رغد من العيش، وأرغد ماشيته. فالأول من باب جدب وأجدب، والثاني من باب دخل وأدخل غيره، والمرغاد من اللبن المختلط الدال بكثرته على رغد العيش.
رغم : الرغام التراب الرقيق، ورغم أنف فلان رغما وقع في الرغام وأرغمه غيره، ويعبر بذلك عن السخط كقول الشاعر :
( إذا رغمت تلك الأنوف لم ارضها ** ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها )
فمقابلته بالإرضاء مما ينبه دلالته على الإسخاط. وعلى هذا قيل أرغم الله أنفه وأرغمه أسخطه وراغمه ساخطه وتجاهدا على أن يرغم أحدهما الآخر، ثم تستعار المراغمة للمنازعة. قال الله تعالى :﴿ يجد في الأرض مراغما كثيرا ﴾ أي مذهبا يذهب إليه إذا رأى منكرا يلزمه أن يغضب منه كقولك غضبت إلى فلان من كذا ورغمت إليه.
رف : رفيف الشجر انتشار أغصانه، ورف الطير نشر جناحيه، يقال رف الطائر يرق ورف فرخه يرفه إذا نشر جناحيه متفقدا له. واستعير الرف للمتفقد فقيل ما لفلان حاف ولا راف أي من يحفه أو يرفه، وقيل :
( من حفنا أو رفنا فليقتصد ** )
والرفرف المنتشر من الأوراق، وقوله تعالى :﴿ على رفرف خضر ﴾ فضرب من الثياب مشبه بالرياض، وقيل الرفرف طرف الفسطاط والخباء الواقع على الأرض دون الأطناب والأوتاد، وذكر عن الحسن أنها المخاد.
رفت : رفت الشيء أرفته رفتا فتته، والرفات والفتات ما تكسر وتفرق من التبن ونحوه، قال تعالى :﴿ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا ﴾ واستعير الرفات للحبل المنقطع قطعة قطعة.
رفث : الرفث كلام متضمن لما يستقبح ذكره من ذكر الجماع ودواعيه وجعل كناية عن الجماع في قوله تعالى :﴿ أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ﴾ تنبيها على جواز دعائهن إلى ذلك ومكالمتهن فيه، وعدي بإلى لتضمنه معنى الإفضاء وقوله :﴿ فلا رفث ولا فسوق ﴾ يحتمل أن يكون نهيا عن تعاطي الجماع وأن يكون نهيا عن الحديث في ذلك إذ هو من دواعيه والأول أصح لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن أنشد في الطواف :
( فهن يمشين بنا هميسا ** إن تصدق الطير ننك لميسا )
يقال رفث وأرفث فرفث فعل وأرفث صار ذا رفث وهما كالمتلازمين ولهذا يستعمل أحدهما موضع الآخر.
رفد : الرفد المعونة والعطية، والرفد مصدر والمرفد ما يجعل فيه الرفد من الطعام ولهذا فسر بالقدح. وقد رفدته أنلته بالرفد،