الحال وقيل الضعف والضعف لغتان. قال :﴿ وعلم أن فيكم ضعفا ﴾ قال ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ﴾ قال الخليل رحمه الله : الضعف بالضم في البدن، والضعف في العقل والرأي، ومنه قوله تعالى ﴿ فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا ﴾ وجمع الضعيف ضعاف وضعفاء. قال تعالى :﴿ ليس على الضعفاء ﴾ واستضعفته وجدته ضعيفا، قال ﴿ والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ﴾ - ﴿ قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ﴾ - ﴿ إن القوم استضعفوني ﴾ وقوبل بالاستكبار في قوله ﴿ وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا ﴾ وقوله ﴿ الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا ﴾ والثاني غير الأول وكذا الثالث فإن قوله ﴿ خلقكم من ضعف ﴾ أي من نطفة أو من تراب والثاني هو الضعف الموجود في الجنين والطفل. الثالث الذي بعد الشيخوخة وهو المشار إليه بأرذل العمر. والقوتان الأولى هي التي تجعل للطفل من التحرك وهدايته واستدعاء اللبن ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء، والقوة الثانية هي التي بعد البلوغ ويدل على أن كل واحد من قوله ضعف إشارة إلى حالة غير الحالة الأولى ذكره منكرا والمنكر متى أعيد ذكره وأريد به ما تقدم عرف كقولك : رأيت رجلا فقال لي الرجل كذا. ومتى ذكر ثانيا منكرا أريد به غير الأول، ولذلك قال ابن عباس في قوله :﴿ فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ﴾ لن يغلب عسر يسرين وقوله :﴿ وخلق الإنسان ضعيفا ﴾ فضعفه كثرة حاجاته التي يستغنى عنها الملأ الأعلى، وقوله :﴿ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ فضعف كيده إنما هو مع من صار من عباد الله المذكورين في قوله :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ﴾ والضعف هو من الألفاظ المتضايفة التي يقتضي وجود أحدهما وجود الآخر كالنصف والزوج، وهو تركب قدرين متساويين ويختص بالعدد، فإذا قيل أضعفت الشيء وضعفته وضاعفته ضممت إليه مثله فصاعدا. قال بعضهم : ضاعفت أبلغ من ضعفت، ولهذا قرأ أكثرهم ﴿ يضاعف لها العذاب ضعفين ﴾ - ﴿ وإن تك حسنة يضاعفها ﴾ وقال ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ والمضاعفة على قضية هذا القول تقتضي أن يكون عشر أمثالها، وقيل ضعفته بالتخفيف ضعفا فهو مضعوف، فالضعف مصدر والضعف اسم كالشيء والشيء، فضعف الشيء هو الذي يثنيه ومتى أضيف إلى عدد اقتضى ذلك العدد ومثله نحو أن يقال ضعف العشرة وضعف المائة فذلك عشرون ومائتان بلا خلاف، وعلى هذا قول الشاعر :
( جزيتك ضعف الود لما اشتكيته ** وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي )