شربت كأسا، وكأس طيبة يعني بها الشراب قال ﴿ وكأس من معين ﴾ وكأست الناقة وكأس إذا مشت على ثلاثة قوائم، والكيس جودة القريحة، تكوس وأكاس الرجل وأكيس إذا ولد أولادا أكياسا، وسمي الغدر كيسان تصورا أنه ضرب من استعمال الكيس أو لأن كيسان كان رجلا عرف بالغدر ثم سمي كل غادر به كما أن الهالكي كان حدادا عرف بالحدادة ثم سمي كل حداد هالكيا.
كيف : كيف لفظ يسأل به عما يصح أن يقال فيه شبيه وغير شبيه كالأبيض والأسود والصحيح والسقيم، ولهذا لا يصح أن يقال في الله عز وجل كيف، وقد يعبر بكيف عن المسئول عنه كالأسود والأبيض فإنا نسميه كيف، وكل ما أخبر الله تعالى بلفظة كيف عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للممخاطب أو توبيخا نحو ﴿ كيف تكفرون بالله ﴾ - ﴿ كيف يهدي الله ﴾ - ﴿ كيف يكون للمشركين عهد ﴾ - ﴿ انظر كيف ضربوا لك الأمثال ﴾ - ﴿ فانظروا كيف بدأ الخلق ﴾ - ﴿ أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ﴾.
كيل : الكيل كيل الطعام. يقال كلت له الطعام إذا توليت ذلك له، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلا، واكتلت عليه أخذت منه كيلا، قال الله تعالى :﴿ ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم ﴾ وذلك إن كان مخصوصا بالكيل فحث على تحري العدل في كل ما وقع فيه أخذ ودفع وقوله ﴿ فأوف لنا الكيل ﴾ - ﴿ فأرسل معنا أخانا نكتل ﴾ - ﴿ كيل بعير ﴾ مقدار حمل بعير.
كان : كان عبارة عما مضى من الزمان وفي كثير من وصف الله تعالى تنبئ عن معنى الأزلية، قال ﴿ وكان الله بكل شيء عليما ﴾ - ﴿ وكان الله على كل شيء قديرا ﴾ وما استعمل منه في جنس الشيء متعلقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه نحو قوله في الإنسان ﴿ وكان الإنسان كفورا ﴾ - ﴿ وكان الإنسان قتورا ﴾ - ﴿ وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ﴾ فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه، قوله في وصف الشيطان ﴿ وكان الشيطان للإنسان خذولا ﴾ - ﴿ وكان الشيطان لربه كفورا ﴾ وإذا استعمل في الزمان الماضي فقد يجوز أن يكون المستعمل فيه بقي على حالته كما تقدم ذكره آنفا، ويجوز أن يكون قد تغير نحو كان فلان كذا ثم صار كذا، ولا فرق بين أن يكون الزمان المستعمل فيه كان قد تقدم تقدما كثيرا نحو أن تقول : كان في أول ما أوجد الله تعالى، وبين أن يكون في زمان قد تقدم بآن واحد عن الوقت الذي استعملت فيه كان نحو أن تقول كان آدم كذا، وبين أن يقال كان زيد ههنا، ويكون بينك وبين ذلك الزمان أدنى وقت ولهذا

__________


الصفحة التالية
Icon