) الخامس المنام فقيل النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل وعلى هذا النحو سماهما الله تعالى توفيا فقال ﴿ وهو الذي يتوفاكم بالليل ﴾ - ﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ﴾ وقوله ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ﴾ فقد قيل نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبه على تنعمهم، وقيل نفى عنهم الحزن المذكور في قوله ﴿ ويأتيه الموت من كل مكان ﴾ وقوله ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ فعبارة عن زوال القوة الحيوانية وإبانة الروح عن الجسد وقوله ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾ فقد قيل معناه ستموت تنبيها أنه لابد لأحد م الموت كما قيل :
( والموت حتم في رقاب العباد ** ) وقيل بل الميت ههنا ليس بإشارة إلى إبانة الروح عن الجسد بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كل حال من التحلل والنقص فإن البشر ما دام في الدنيا يموت جزءا فجزءا كما قال الشاعر :
( يموت جزءا فجزءا ** ) وقد عبر قوم عن هذا المعنى بالمائت وفصلوا بين الميت والمائت فقالوا المائت هو المتحلل، قال القاضي علي بن عبد العزيز : ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والميت مخفف عن الميت وإنما يقال موت مائت كقولك شعر شاعر وسيل سائل، ويقال بلد ميت وميت، قال تعالى :﴿ سقناه لبلد ميت ﴾ - ﴿ بلدة ميتا ﴾ والميتة من الحيوان ما زال روحه بغير تذكية قال :﴿ حرمت عليكم الميتة ﴾ - ﴿ إلا أن يكون ميتة ﴾ والموتان بإزاء الحيوان وهي الأرض التي لم تحي للزرع، وارض موات. ووقع في الإبل موتان كثير وناقة مميتة ومميت مات ولدها وإماتة الخمر كناية عن طبخها، والمستميت المتعرض للموت، قال الشاعر :
( فأعطيت الجعالة مستميتا ** ) والموتة شبه الجنون كأنه من موت العلم والعقل ومنه رجل موتان القلب وامرأة موتانة.
موج : الموج في البحر ما يعلو من غوارب الماء، قال :﴿ في موج كالجبال ﴾ - ﴿ يغشاه موج من فوقه موج ﴾ وماج كذا يموج وتموج تموجا اضطرب اضطراب لموج، قال :﴿ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ﴾.
ميد : المبد، اضطراب الشيء العظيم كاضطراب الأرض، قال :﴿ أن تميد بكم ﴾ - ﴿ أن تميد بهم ﴾ ومادت الأغصان تميد، وقيل الميدان في قول الشاعر :
( نعيما وميدانا من العيش أخضرا ** ) وقيل هو الممتد من العيش، وميدان الدابة منه، والمائدة الطبق الذي عليه الطعام، ويقال لكل واحدة منهما مائدة، ويقال مادني يميدني أي أطعمني، وقيل يعشيني، وقوله :﴿ أنزل علينا مائدة من السماء ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon