) والفرق بين الإنزال والتنزيل في وصف القرآن والملائكة أن التنزيل يختص بالموضع الذي يشير إليه إنزاله مفرقا ومرة بعد أخرى، والإنزال عام، فمما ذكر فيه التنزيل قوله :﴿ نزل به الروح الأمين ﴾ وقرئ ﴿ نزل ﴾ ﴿ ونزلناه تنزيلا ﴾ - ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر ﴾ - ﴿ لولا نزل هذا القرآن ﴾ - ﴿ ولو نزلناه على بعض الأعجمين ﴾ - ﴿ ثم أنزل الله سكينته ﴾ - ﴿ وأنزل جنودا لم تروها ﴾ - ﴿ لولا نزلت سورة ﴾ - ﴿ فإذا أنزلت سورة محكمة ﴾ فإنما ذكر في الأول نزل وفي الثاني أنزل تنبيها أن المنافقين يقترحون أن ينزل شيء فشيء من الحث على القتال ليتولوه وإذا أمروا بذلك مرة واحدة تحاشوا منه فلم يفعلوه فهم يقترحون الكثير ولا يفون منه بالقليل. وقوله :﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾ - ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾ - ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجما فنجما. وقوله :﴿ الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ﴾ فخص لفظ الإنزال ليكون أعم، فقد تقدم أن الإنزال أعم من التنزيل، قال ﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ﴾ ولم يقل لو نزلنا تنبيها أنا لو خولناه مرة ما خولناك مرارا ﴿ لرأيته خاشعا ﴾. وقوله :﴿ قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله ﴾ فقد قيل أراد بإنزال الذكر ههنا بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وسماه ذكرا كما سمي عيسى عليه السلام كلمة، فعلى هذا يكون قوله رسولا بدلا من قوله ذكرا، وقيل بل أراد إنزال ذكره فيكون رسولا مفعولا لقوله ذكرا أي ذكرا رسولا. وأما التنزل فهو كالنزول به، يقال نزل الملك بكذا وتنزل ولا يقال نزل الله بكذا ولا تنزل، قال :﴿ نزل به الروح الأمين ﴾ وقال ﴿ تنزل ﴾، قال :﴿ نزل به الروح الأمين ﴾ ﴿ تنزل الملائكة ﴾ - ﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ - ﴿ يتنزل الأمر بينهن ﴾ ولا يقال في المفترى والكذب وما كان من الشيطان إلا التنزل ﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾ - ﴿ على من تنزل الشياطين تنزل ﴾ الآية. والنزل ما يعد للنازل من الزاد، قال ﴿ فلهم جنات المأوى نزلا ﴾ وقال ﴿ نزلا من عند الله ﴾ وقال في صفة أهل النار ﴿ لآكلون من شجر من زقوم ﴾ إلى قوله ﴿ هذا نزلهم يوم الدين ﴾ - ﴿ فنزل من حميم ﴾ وأنزلت فلانا أضفته. ويعبر بالنازلة عن الشدة وجمعها نوازل، والنزال في الحرب المنازلة، ونزل فلان إذا أتى منى، قال الشاعر :
( أنازلة أسماء أم غير نازلة ** والنزالة والنزل يكنى بهما عن ماء الرجل إذا خرج عنه، وطعام نزل وذو نزل له ريع وحظ.