١٦٨
عمرو بن الجموح يا رسول الله كم ننفق وعلى من ننفق فنزلت هذه الآية " يسألونك ماذا ينفقون " أي ماذا يتصدقون من أموالهم " قل ما أنفقتم من خير " يعني من مال " فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل " يعني أنفقوا على الوالدين والقرابة وعلى جميع المساكين فهذا جواب قولهم على من ننفق ونزل جواب قولهم " ماذا ينفقون " قوله تعالى " قل العفو " البقرة ٢١٩ يعني الفضل من المال ثم نسخ ذلك بآية الزكاة وقال بعضهم آية الزكاة نسخت كل صدقة كانت قبلها وقال بعضهم هذه الآية ليست بمنسوخة وإنما فيها بر الوالدين وصلة الأرحام ثم قال تعالى " وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم " يعني يجازيكم به
سورة البقرة الآيات ٢١٦ - ٢١٧
قوله تعالى " كتب عليكم القتال " أي فرض عليكم القتال " وهو كره لكم " أي شاق عليكم وذلك أن الله تعالى لما أمرهم بالجهاد كرهوا الخروج وإنما كانت كراهتهم له لأنه كان في الخروج عليهم مشقة لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى
ثم قال " وعسى أن تكرهوا شيئا " يعني الجهاد " وهو خير لكم " لأن فيه فتحا وغنيمة وشهادة وفيه إظهار الإسلام " وعسى أن تحبوا شيئا " وهو الجلوس عن الجهاد " وهو شر لكم " لأنه يسلط عليكم عدوكم " والله يعلم " أن الجهاد خير لكم " وأنتم لا تعلمون " ذلك حين أحببتم القعود عن الجهاد ويقال " والله يعلم " ما كان فيه صلاحكم وأنتم لا تعلمون ذلك خيرا حين أحببتم القعود عن الجهاد
قوله تعالى " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " وذلك أن النبي ﷺ بعث عبد الله بن جحش مع تسعة رهط في جمادى الآخرة قبل بدر بشهرين إلى عير لقريش فلقوا العير وكان ذلك آخر الشهر فأمر عبد الله بن جحش بعض أصحابه فحلق رأسه فلما رآهم المشركون أمنوا وظنوا أنه دخل رجب فقاتلهم المسلمون وأخذوا أموالهم فعيرهم المشركون بذلك فنزلت هذه الآية " يسألونك عن الشهر الحرام " قال الزجاج معناه يسألونك عن


الصفحة التالية
Icon