٣٠٩
كله فجاءت المرأة إلى النبي ﷺ فأخبرته بذلك فنزل قوله " للرجال نصيب " يقول حظ " مما ترك الوالدان والأقربون " " وللنساء نصيب " يعني حظ " مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه " يعني قل المال " أو كثر نصيبا مفروضا " يعني حظا معلوما لكل واحد منهم من الميراث فبين في هذه الآية أن للرجال نصيبا وللنساء نصيبا ولكن لم يبين مقدار نصيب كل واحد منهم ثم بين في الآية التي بعدها فقال " وإذا حضر القسمة أولو القربى " قال مقاتل فيها تقديم وتأخير معناه إذا حضر أولو القربى قسمة الميراث " فارزقوهم منه " يعني أعطوهم من الميراث قال مقاتل وهذا كان قبل قسمة الميراث
وقال تعالى " وقولوا لهم قولا معروفا " يعني إذا كانت الورثة كبارا يعطون من الميراث لذوي القربى وإن كانت الورثة صغارا فقولوا لهم " قولا معروفا " يعني عدوا لهم عدة حسنة تقول لهم الأولياء إذا أدرك الصغار أمرناهم حتى يعطوكم شيئا ويعرفوا حقكم وقال القتبي " إذا حضر القسمة " فيه قولان أحدهما أن تكون قسمة الوصية إذا حضرها أقرباؤكم فاجعلوا لهم حظا من الثلث ووجه آخر أن تكون قسمة الميراث فارضخوا لهم منها
قوله تعالى " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم " يقول وليخش على أولاد الميت الضياع كما أنكم لو تركتم أولادا " ذرية ضعافا خافوا عليهم " يقول عجزة صغارا يعني الذي يحضره الموت لا يقال له قدم لنفسك وأوص بكذا وكذا حتى يوصي بعامة ماله فليخش على ذرية الميت كما يخشى على ذرية نفسه وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إذا حضر الرجل الوصية فلا ينبغي أن يقول له أوص بمالك فإن الله تعالى رازق أولادك ولكن يقول له قدم لنفسك واترك لولدك فذلك قوله تعالى " فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " يعني يقولوا للميت قولا عدلا ويقال وليقولوا قولا سديدا وهو أن يلقنه لا إله إلا الله ولا يأمره بذلك ولكن يقول ذلك في نفسه حتى يسمعه منه ويتلقن وهكذا قال النبي ﷺ لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ولم يقل مروهم بذلك لأنه لو أمر بذلك فلعله يغضب ويجحد
سورة النساء ١٠
قوله تعالى " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " يعني بغير حق " إنما يأكلون في بطونهم نارا " يعني حراما لأن الحرام يوجب النار فسماه الله باسمها ويقال إنه يلقم من النار إذا صار إلى جهنم فذلك قوله تعالى " إنما يأكلون في بطونهم نارا " وروي في الخبر عن رسول الله ﷺ أنه قال في بعض قصة المعراج أنه قال رأيت أقواما بطونهم كالجبال فيها


الصفحة التالية
Icon