٣١٤
المسلمين عدولا " فإن شهدوا " عليهن بالزنى " فأمسكوهن في البيوت " يعني احبسوهن في السجن " حتى يتوفاهن الموت " يعني يمتن في السجن " أو يجعل الله لهن سبيلا " يعني محيصا ومخرجا من الحبس ثم نسخ فصار حدهن الرجم لما روي عن عبادة بن الصامت أن النبي ﷺ قال خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم بالحجارة
ثم ذكر في الآية حد البكرين فقال " واللذان " لم يحصنا " يأتيانها " الفاحشة " منكم " يعني الأحرار المسلمين " فآذوهما " باللسان يعني بالتعيير بما فعلا ليندما على ما فعلا " فإن تابا " من بعد الزنى " وأصلحا " العمل " فأعرضوا عنهما " يعني فلا تسمعوهما الأذى بعد التوبة " إن الله كان توابا " يعني متجاوزا " رحيما " بهما ثم نسخ الحبس والأذى بالرجم والجلد وإنما كان التعيير في ذلك الزمان لأن التعيير حل محل الجلد وأما اليوم فلا ينفعهم التعيير وروي ابن أبي نجيح عن مجاهد قال " واللاتي يأتين الفاحشة " " واللذان يأتيانها منكم " كان ذلك في أول الأمر ثم فنسختها الآية التي في سورة النور قرأ ابن كثير " واللذان " بتشديد النون لأن الأصل واللذيان فحذف الياء وأقيم التشديد مقامه وقرأ الباقون بالتخفيف
سورة النساء ١٧ - ١٨
قوله تعالى " إنما التوبة على الله " يعني قبول التوبة على الله ويقال توفيقه على الله ويقال إنما التجاوز من الله " للذين يعملون السوء بجهالة " قال ابن عباس كل مؤمن يذنب فهو جاهل في فعله ويقال إنما الجهالة إنهم يختارون اللذة الفانية على اللذة الباقية وذلك الجهل لا يسقط عنهم العذاب إلا أن يتوبوا
ثم قال تعالى " ثم يتوبون من قريب " قال ابن عباس كل من تاب قبل موته فهو قريب " فأولئك يتوب الله عليهم " يعني يقبل توبتهم " وكان الله عليما حكيما " يعني " عليما " بأهل التوبة " حكيما " حكم بالتوبة وقال مقاتل نزلت الآية في رجل من قريش سكر وذكر فيه شعرا وذكر اللات والعزى وأنكر البعث فلما أصبح أخبر بذلك فندم على ذلك ثم استرجع فنزلت الآية " ثم يتوبون من قريب " يعني قبل الموت