٣٣٠
حسنة يضاعفها الله تعالى حتى يجعلها مثل أحد ويوجب له الجنة فذلك قوله تعالى " ويؤت من لدنه أجرا عظيما " يعني الجنة وروى عبد الله بن مسعود أنه قال خمس آيات في سورة النساء أحب إلي من الدنيا وما فيها قوله " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " سورة النساء ٣١ الآية وقوله " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " الآية وقوله " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " سورة النساء ٤٨الآية وقوله " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم " سورة النساء٦٤ الآية وقوله " ومن يعمل سوءا يجز به " سورة النساء ١٢٣ الآية
وقوله تعالى " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد " يعني فكيف يصنعون وكيف يكون حالهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني بنبيها هو شهيدها شاهد بتبليغ الرسالة من ربهم " وجئنا بك " يا محمد " على هؤلاء شهيدا " يعني على أمتك شهيدا بالتصديق لهم لأن أمته يشهدون على الأمم المكذبة للرسالة وذلك أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى للأمم الخالية هل بلغكم الرسل رسالاتي فيقولون لا فتقول الرسل قد بلغنا ولنا شهود فيقول عز وجل ومن شهودكم فيقولون أمة محمد ﷺ فيؤتى بأمة محمد فيشهدون بتبليغ الرسالة بما أوحي إليهم من ربهم في كتابهم في قصة الأمم الخالية فتقول الأمم الخالية إن فيهم زواني وسراقا فلا تقبل شهادتهم فيزكيهم النبي ﷺ فيقول المشركون " والله ربنا ما كنا مشركين " سورة الأنعام ٢٣ فيختم على أفواهم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون فذلك قوله تعالى " يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض " يعني تخسف بهم الأرض ويقال " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد " الرسل يشهدون على قومهم بتبليغ الرسالة ويشهد النبي ﷺ على أمته بتبليغ الرسالة لمن قبل ولمن لم يقبل
قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا أبو منيع قال حدثنا أبو كامل قال حدثنا فضيل عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه أن رسول الله ﷺ أتاهم في بني ظفر فجلس على الصخرة التي في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ وأناس من الصحابة فأمر قارئا فقرأ حتى إذا أتى على هذه الآية " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " بكى رسول الله ﷺ حتى أخضلت وجنتاه فقال يا رب هذا علمي بمن أنا بين ظهرانيهم فكيف بمن لم أرهم
ثم قال تعالى " يومئذ يود الذين كفروا " يعني الكفار " وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض " يعني يكونون ترابا يمشي عليهم أهل الجمع " ولا يكتمون الله حديثا " وهو قولهم " والله ربنا ما كنا مشركين " قال الزجاج قال بعضهم " ولا يكتمون الله حديثا " مستأنف لأن ما عملوا ظاهر عند الله تعالى
لا يقدرون على كتمانه وقال بعضهم هو كلام بناء يعني يودون أن الأرض سويت بهم وأنهم لم يكتموا الله حديثا لأنه أظهر كذبهم قرأ حمزة والكسائي " تسوى " بنصب التاء وتخفيف السين وتشديد الواو يعني تخسف بهم الأرض وقرأ


الصفحة التالية
Icon