٣٣٢
ثم قال " أو على سفر " يعني إذا كنتم مسافرين " أو جاء أحد منكم من الغائط " والغائط في اللغة اسم المكان المطمئن من الأرض وإنما هو كناية عن قضاء الحاجة ثم قال " أو لامستم النساء " قرأ حمزة والكسائي " أو لمستم " وقرأ الباقون " لامستم " من الملامسة قال ابن عباس يعني الجماع وقال بعضهم هو المس باليد " فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " يعني إذا أصابكم الحدث أو الجنابة ولم تجدوا ماء " فتيمموا صعيدا طيبا " يعني ترابا نظيفا ويقال الصعيد هو ما علا وجه الأرض " فامسحوا بوجوهكم وأيديكم " قال بعضهم الوجه والكفين وهو قول الأعمش والأوزاعي وقال بعضهم إلى المنكبين وهو قول الزهري وقال عامة أهل العلم الوجه واليدين إلى المرفقين وبذلك جاءت الآثار عن رسول الله ﷺ وعن عامة الصحابة رضوان الله عليهم اعتبارا بالوضوء
ثم قال تعالى " إن الله كان عفوا " يعني ذو الفضل والعفو حين أجاز لكم التراب مكان الماء " غفورا " لتقصيركم
سورة النساء الآيات ٤٤ - ٤٦
قوله تعالى " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " يعني أعطوا حظا من علم التوراة " يشترون الضلالة " يعني يختارون الكفر على الإسلام قال القتبي وهذا من الاختصار ومعناه " يشترون الضلالة " بالهدى يعني يستبدلون هذا بهذا كقوله " إن العهد كان مسئولا " سورة الإسراء ٣٤ مسؤولا عنه
ثم قال " ويريدون أن تضلوا السبيل " يعني تتركوا طريق الهدى وهو طريق الإسلام " والله أعلم بأعدائكم " يعني يعلم بعداوتهم إياكم يعني هو يعلم بالحقيقة وأنتم تعلمون الظاهر ويقال هذا وعيد لهم فكأنه يقول هو أعلم بعذابهم كما قال في آية أخرى " والله أعلم بالظلمين " سورة الأنعام ٥٨ يعني بعقوبتهم ومجازاتهم
ثم قال " وكفى بالله وليا " يعني ناصرا لكم ومعينا لكم " وكفى بالله نصيرا " يعني مانعا لكم
قوله تعالى " من الذين هادوا " يعني مالوا عن الهدى قال الزجاج " من الذين هادوا " فيه قولان فجائز أن يكون " من " صلة والمعنى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب الذين هادوا ويجوز أن يكون معناه من الذين هادوا قوم " يحرفون الكلم عن مواضعه " يعني