٣٣٧
صلي إذا دخل النار لأجل شيء وأصلاه إذا أدخله للاحتراق والاصطلاء بالنار الاستدفاء ثم قال " كلما نضجت جلودهم " يقول كلما احترقت جلودهم " بدلناهم " يعني جددنا لهم " جلودا غيرها " لأنهم إذا احترقوا خبت عنهم النار ساعة فبدلوا خلقا جديدا ثم عادت تحرقهم فهذا دأبهم فيها وقال مقاتل تجدد في كل يوم سبع مرات وقال الحسن بلغني أنه ينضج كل يوم سبعين ألف مرة وقال الضحاك سبعين جلدا في كل يوم وقد طعنت الزنادقة في هذا وقالوا إن الذي يبدل الجلد لم يذنب فكيف يستحق العقوبة والعذاب قيل لهم إن ذلك الجلد هو الجلد الأول ولكنه إذا أحرق أعيد إلى الحال الأول كالنفس إذا صارت ترابا وصارت لا شيء ثم أحياها الله تعالى فكذلك هاهنا وقوله تعالى " جلودا غيرها " على وجه المجاز كما قال في آية أخرى " يوم تبدل الأرض غير الأرض " سورة إبراهيم ٤٨ قال ابن عباس يعني يزاد في سعتها وتسوى جبالها وأوديتها
وقوله تعالى " ليذوقوا العذاب " يعني لكي يجدوا مس العذاب " إن الله كان عزيزا " في نقمته " حكيما " في أمره حكم عليهم بالنار ثم بين مصير الذين صدقوا به فقال عز وجل " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني آمنوا بمحمد ﷺ وبالقرآن " وعملوا الصالحات " يعني الطاعات التي أمرهم الله تعالى " سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها " يعني مقيمين فيها " أبدا لهم فيها أزواج مطهرة " في الخلق والخلق " وندخلهم ظلا ظليلا " قال الضحاك يعني ظلال أشجار الجنة وظلال قصورها وقال الكلبي " ظلا ظليلا " يعني دائما وقال مقاتل " ظلا " يعني أكناف القصور " ظليلا " يعني لا خلل فيها
سورة النساء ٥٨
قوله تعالى " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " وذلك أن مفتاح الكعبة كان في يد بني شيبة وكانت السقاية في يد بني هاشم فلما فتح رسول الله ﷺ مكة دعا عثمان بن طلحة وقال له هات المفتاح فخشي عثمان أن يعطيه إلى عمه العباس فجاء بالمفتاح وقال لرسول الله ﷺ خذه بأمانة الله فدخل رسول الله ﷺ البيت فإذا فيه تمثال إبراهيم عليه السلام مصور على الحائط وفي يده قداح وعنده إسماعيل عليه السلام والكبش مصوران فقال رسول الله ﷺ قاتل الله الكفار ما لإبراهيم والقداح فأمر بالصور فمحيت فقضى حاجته من البيت ثم خرج فطلب منه عمه العباس بأن يدفع إليه المفتاح فنزلت هذه الآية " أن الله يأمركم إن تؤدوا الإمانات إلى أهلها " ودفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة ثم صارت الآية عامة


الصفحة التالية
Icon