٣٤٦
مؤمنين ) الشعراء ٣ ويقال فيه تقديم وتأخير ومعناه " فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا " النساء ٧٨ ويقولون " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك " " قل كل من عند الله " النساء ٧٨
ثم قال تعالى " وأرسلناك للناس رسولا " يعني ليس عليك سوى تبليغ الرسالة " وكفى بالله شهيدا " على مقالتهم وفعلهم
ثم قال تعالى " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " يعني من يطع الرسول فيما أمره فقد أطاع الله لأن النبي ﷺ كان يدعوهم بأمر الله تعالى وفي طاعته طاعة الله تعالى ويقال أن النبي ﷺ قال من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله فقال المنافقون إن هذا الرجل يريد أن نتخذه حنانا فأنزل الله تعالى تصديقا لقوله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله " آل عمران ٣١ وقال " من يطع الرسول فقد أطاع الله "
ثم قال تعالى " ومن تولى " يعني أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله " فما أرسلناك عليهم حفيظا " أي رقيبا وكان ذلك قبل الأمر بالقتال
ثم أخبر عن أمر المنافقين فقال " ويقولون طاعة " يعني يقولون بحضرتك قولك طاعة وأمرك معروف فمرنا بما شئت فنحن لأمرك نتبع ( فإذا برزوا ) يقول خرجوا " من عندك بيت " يقول ألغت ويقال غيرت " طائفة منهم غير الذي تقول " وقال الزجاج يقال لكل أمر قضي بليل قد بيت قرأ أبو عمرو وحمزة " بيت طائفة " بالإدغام لقرب مخرج التاء من الطاء وقرأ الباقون بالإظهار لأنهما كلمتان
ثم قال تعالى " والله يكتب ما يبيتون " يعني يحفظ عليهم ما يغيرون وقال الزجاج " والله يكتب " له وجهان يجوز أن يكون ينزله إليك في كتابه وجائز أن يكون يحفظ ما جاؤوا به
ثم قال تعالى " فأعرض عنهم " يعني اتركهم " وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " يعني شهيدا ويقال " وتوكل على الله " يعني ثق بالله " وكفى بالله وكيلا " يعني ثقة لك ثم نسخ بقوله تعالى " يأيها النبي جهد الكفار والمنافقين " التوبة ٧٣ والتحريم ٩
سورة النساء ٨٢


الصفحة التالية
Icon