٣٤٨
وحده لأنه قد ضمن له النصرة وقال أبو بكر رضي الله عنه في أهل الردة لو خالفتني يميني لجاهدت بشمالي ويقال واعد رسول الله ﷺ أبا سفيان بأن يخرج إلى بدر الصغرى فكرة المسلمون الخروج فأمر الله تعالى بأن يخرج وإن كان وحده فقال " وحرض المؤمنين " على القتال يعني على الجهاد بقتال أعداء الله تعالى " عسى الله أن يكف " يعني يمنع " بأس الذين كفروا " يعني قتال الذين كفروا والبأس هو القتال كما قال في آية أخرى " وحين البأس " البقرة ١٧٧
ثم قال تعالى " والله أشد بأسا " يعني عذابا ويقال قوة " وأشد تنكيلا " يعني أشد عقوبة في الآخرة من عقوبة الكفار في الدنيا
سورة النساء ٨٥
قوله تعالى " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " قال الضحاك يعني من سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء " ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها " يعني من سن سنة قبيحة محدثة في الإسلام فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وقال الكلبي " من يشفع شفاعة حسنة " يعني يصلح بين اثنين يكن له أجر منها " ومن يشفع شفاعة سيئة " يعني بالنميمة والغيبة " يكن له كفل منها " يعني إثم منها وقال مجاهد إنما هي شفاعة في الناس بعضهم لبعض يعني يشفع لأخيه المسلم في دفع المظلمة عنه وروى سفيان عن عمرو بن دينار أن النبي ﷺ قال اشفعوا إلي تؤجروا فإن الرجل منكم يسألني الأمر فأمنعه كي ما تشفعوا فتؤجروا وقال الحسن الشفاعة تجري أجرها لصاحبها ما جرت منفعتها والكفل في اللغة النصيب كقوله تعالى " يؤتكم كفلين من رحمته " الحديد ٢٨
ثم قال تعالى " وكان الله على كل شيء مقيتا " والمقيت المقتدر يقال أقات على الشي يعني اقتدر ويقال المقيت الشاهد على الشيء الحافظ له ويقال " مقيتا " يعني بيده الرزق وعليه قوت كل دابة كقوله " وقدر فيها أقواتها " فصلت ١٠
سورة النساء ٨٦
قوله تعالى " وإذا حييتم بتحية " يعني إذا سلم عليكم " فحيوا بأحسن منها " يعني ردوا جوابها بأحسن منها " أو ردوها " يعني مثلها فأمر الله تعالى المسلمين برد السلام بأن


الصفحة التالية
Icon