٤٠٩
الاختصار ومعناه بعث غرابا يبحث التراب على غراب الميت ليواريه " ليريه كيف يواري سوأة أخيه " يعني كيف يغطي عورة أخيه " قال " قابيل عند ذلك " يا ويلتا أعجزت " يعني أضعفت حيلتي " أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي " يعني فاغطي عورة أخي " فأصبح من النادمين " على حمله حيث لم يدفنه حين قتله قال ابن عباس ولو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه ويقال إن آدم وحواء أتيا قبره وبكيا أياما عليه ثم إن قابيل كان على ذروة جبل فنطحه ثور فوقع على السفح وقد تفرقت عروقه وأعضاؤه وقال دعا عليه آدم فانخسفت به الأرض وقال مقاتل كان قبل ذلك السباع والطيور تستأنس بآدم فلما قتل قابيل أخاه هربوا فحلقت الطيور بالهواء والوحوش بالبرية والسباع بالغياض وتزوج شيت عليه السلام بإقليما وروى عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ أنه قال لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل وقال بعضهم هذه القصة كانت في بني إسرائيل وهما أخوان قتل أحدهما الآخر ولكن هذا خلاف قول المفسرين
سورة المائدة ٣٢
قال الله تعالى " من أجل ذلك " يعني من أجل جناية ابن آدم حين قتل أخاه " كتبنا " يعني فرضنا " على بني إسرائيل " وغلظنا وشددنا في التوراة " أنه من قتل نفسه بغير نفس " يعني قتل نفسا بغير أن يقتل نفسا " أو فساد في الأرض " يعني بغير فساد في الأرض وهو الشرك بالله " فكأنما قتل الناس جميعا " يعني إذا قتل نفسا بغير جرم واستحل قتله فكأنما قتل الناس جميعا يعني إذا قتل نفسا فجزاؤه جهنم خالدا فيها
ثم قال " ومن أحياها " يعني نجاها من غرق أو حرق أو يعفو عن القتل " فكأنما أحيا الناس جميعا " يعني له من الأجر كأنما أحيا الناس جميعا لأن في حياة نفس واحدة يكون منفعة لجميع الناس لأنه يدعو لجميع الخلق
ثم قال تعالى " ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات " يعني بالبيان في الأمر والنهي " ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك " البيان " في الأرض لمسرفون " يعني لمشركون تاركون لأمر الله تعالى
سورة المائدة