٤١
عليه السلام " وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا " الإسراء ١١١ وقال أهل الجنة " الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن " فاطر ٣٤ فهي كلمة كل شاكر
وقوله تعالى " رب العالمين " قال ابن عباس رضي الله عنهما سيد العالمين وهو رب كل ذي روح دب على وجه الأرض ويقال معنى قوله " رب العالمين " خالق الخلق ورازقهم ومربيهم ومحولهم من حال إلى حال من نطفة إلى علقة ثم إلى مضغة
والرب في اللغة هو السيد قال الله تعالى " ارجع إلى ربك " يوسف ٥٠ يعني إلى سيدك والرب هو المالك يقال رب الدار ورب الدابة والرب هو المربي من قولك ربى يربي تربية وقوله " العالمي " كل ذي روح ويقال كل من كان له عقل يخاطب مثل بني آدم والملائكة والجن ولا يقع على البهائم ولا على غيرها وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله ﷺ أنه قال ( إن لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم وإن دنياكم منها عالم واحد ) ويقال كل صنف عالم على حدة
قوله " الرحمن الرحيم " قال فى رواية الكلبي هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر وقال بعض أهل اللغة هذا اللفظ شنيع فلو قال هما اسمان لطيفان لكان أحسن ولكن معناه عندنا والله أعلم أنه أراد بالرقة الرحمة يقال رق فلان فلانا إذا رحمه يقال رق يرق إذا رحمه وقوله أحدهما أرق من الآخر قال بعضهم الرحمن أرق لأنه أبلغ في الرحمة لأنه يقع على المؤمنين والكافرين وقال بعضهم الرحيم أرق لأنه في الدنيا وفي الآخرة وقال بعضهم كل واحد منهما أرق من الآخر من وجه فلهذا المعنى لم يبين وقال أحدهما أرق من الآخر يعني كل واحد منهما أرق من الآخر
قوله تعالى " مالك يوم الدين " قرأ نافع وابن كثير وحمزة وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر " ملك " بغير الألف وقرأ عاصم والكسائي بالألف " مالك " فأما من قرأ " مالك " قال لأن المالك أبلغ فى الوصف لأنه يقال مالك الدار ومالك الدابة ولا يقال ملك إلا لملك من الملوك وأما الذي قرأ ملك قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت فلان ملك ( قال إن ملك أبلغ في الوصف لأنك إذا قلت فلان ملك ) هذه البلدة يكون ذلك كناية عن الولاية دون الملك وإذا قلت فلان مالك هذه البلدة كان ذلك عبارة عن ملك الحقيقة
وروى مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر