٤٢٣
الكافرين ) كالسبع على فريسته ويقال " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " هو أبو بكر وأصحابه وقال الحسن هو والله أبو بكر وأصحابه وقال الضحاك هو أبو بكر وأصحابه لما ارتدت العرب جاهدهم حتى ردهم إلى الإسلام وهذا من كرامة أبي بكر حيث اتفقت الصحابة على رأيه وذلك أنه لما قبض النبي ﷺ هم المنافقون أن يظهروا كفرهم وتحير أصحاب النبي ﷺ عند ذلك حتى جاء عمر وصعد المنبر فقال من قال إن محمدا قد مات فأنا أفعل به كذا وكذا بل هو حي حتى يخرج إليكم وقد وعدنا الله تعالى أن يظهره على الدين كله فجاء أبو بكر فقال له انزل يا عمر فصعد أبو بكر فقال من كان يعبد محمدا فأن محمدا فقد مات ومن كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن أراد أن يرجع عن دينه فليس بيننا وبينه إلا السيف وفي رواية من كان يعبد رب محمد فإنه حي لا يموت والسيف الذي أظهر الله به دينه بعث على عواتقنا ومن شاء أن يبرز فليبرزه وقال ابن مسعود كنا مثل الثعالب قال أبو بكر إن كل واحد منا كالأسد فلما سمع المنافقون ذلك كتموا نفاقهم وقرأ " إنك ميت وإنهم ميتون " الزمر٣٠ وقرأ " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " آل عمران ١٤٤ فقال عمر كأني لم أكن سمعت هذه الآية ثم اختلاف آخر كان في دفنه فقال أبو بكر يدفن حيث مات فاتفقوا على قوله ثم اختلاف آخر كان في سقيفة بني ساعدة في أمر الخلافة فاتفقوا على قوله ثم اختلاف أهل الردة وكلهم اتفقوا على قوله فذلك قوله تعالى " يجاهدون في سبيل الله " يعني في طاعة الله عز وجل " ولا يخافون لومة لائم " يعني لا يخافون ملامة الناس بما يعملون من الطاعات " ذلك فضل الله " يعني ذلك توفيق الله " يؤتيه من يشاء " يعني يوفق به من يشاء ويقال ذلك دين الله الإسلام يهدي به من يشاء " والله واسع عليم " يعني " واسع " الفضل " عليم " بمن يصلح للهدى
سورة المائدة الآيات ٥٥ - ٥٦
قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله " وذلك أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا للنبي ﷺ إن اليهود أظهروا لنا العداوة وحلفوا أن لا يخالطونا في شيء ومنازلنا فيهم بعيدة من المسجد ولا نجد مسجدا دون هذا المسجد فنزلت هذه الآية " إنما وليكم الله ورسوله " يقول حافظكم وناصركم الله ورسوله " والذين آمنوا " فقالوا يا رسول الله رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وقال الضحاك إن النبي ﷺ لما هاجر إلى المدينة أتاه بنو أسد بن خزيمة وهم سبعمائة رجالهم ونساؤهم فلما قدموا المدينة فقالوا يا رسول الله اغتربنا وانقطعنا عن قبائلنا وعشائرنا فمن ينصرنا فنزل " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "
ثم
قال تعالى " الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " قال ابن عباس وذلك أن بلالا لما