٤٢٦
لليهود يا إخوة القردة والخنازير فنكسوا روؤسهم وخجلوا " ومثوبة " صار نصبا للتمييز يعني التفسير
ثم قال " وعبد الطاغوت " قرأ حمزة " وعبد الطاغوت " بنصب العين والدال وضم الباء وكسر التاء من الطاغوت يعني جماعة العبيد جعلهم عبيدا ولم يصح في اللغة وإنما يقال أعبد ولا يقال عبد وقرأ الباقون " وعبد الطاغوت " يعني وجعل منهم من عبد الطاغوت ومعناه خذلهم حتى عبدوا الشيطان وروي عن ابن عباس أنه قرأ " وعبد الطاغوت " بضم العين ونصب الباء بالتشديد يعني جمع عابد يقال عابد وعبد مثل راكع وركع وساجد وسجد وقرأ ابن مسعود وعبدوا الطاغوت يعني يعبدون الطاغوت وقرأ بعضهم " وعبد الطاغوت " بضم العين والباء ونصب الدال وهو جماعة العبيد ويقال عبيد وعبد على ميزان رغيف ورغف وسرير وسرر
ثم قال " أولئك شر مكانا " يعني شر منزلة عند الله " وأضل عن سواء السبيل " يعني أخطأ عن قصد الطريق وهو الهدى
ثم قال " وإذا جاؤوكم قالوا آمنا " وهم المنافقون من أهل الكتاب قالوا صدقنا ووجدنا نعتك وأرادوا بذلك أن يمدحهم المسلمون وهذا كقوله " ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " آل عمران ١٨٨ فأخبر الله تعالى عن حالهم فقال " وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به " يعني هم كافرون في الأحوال كلها ولا ينفعهم ذلك القول " والله أعلم بما كانوا يكتمون " يعني عليم بمجازاتهم وهذا تهديد لهم
سورة المائدة ٦٢ - ٦٣
ثم قال " وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم " يعني يبادرون في المعصية " العدوان " يعني الظلم وهو الشرك " وأكلهم السحت " يعني الرشوة في الأحكام " لبئس ما كانوا يعملون " يعني لبئس ما كانوا يتزودون من دنياهم لآخرتهم
ثم قال " ولولا ينهاهم الربانيون " يعني هلا ينهاهم " الربانيون " يعني علماؤهم وعبادهم وإنما شكا الله من علماء السوء الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ويجالسونهم ويؤاكلونهم وكل عالم لم يأمر بالمعروف ويجالس أهل الظلم والمعصية فإنه يدخل في هذه الآية فقال " لبئس ما كانوا يصنعون " حين لم ينهوهم عن " قولهم الإثم " " وأكلهم السحت " ورضوا بفعلهم
سورة المائدة


الصفحة التالية
Icon