٤٢٨
٦٥ - ٦٦
قوله تعالى " ولو أن أهل الكتاب " يعني اليهود والنصارى " آمنوا " يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد ﷺ والقرآن " واتقوا " الشرك والمعاصي " لكفرنا عنهم سيئاتهم " يعني لعفونا عنهم ذنوبهم " ولأدخلناهم جنات النعيم " في الآخرة
ثم قال " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل " يعني أقروا بما فيهما وبينوا ما كتموا فيها " وما أنزل إليهم من ربهم " يعني بما أنزل إليهم من ربهم في كتابهم ويقال القرآن " لأكلوا من فوقهم " يعني يرزقهم الله تعالى المطر من فوقهم في الوقت الذي ينفعهم ذلك " ومن تحت أرجلهم " يعني ينبت النبات من الأرض وقال الزجاج هذا على وجه التوسعة يقال فلان في خير من فوقه إلى قدمه يعني لو أنهم فعلوا ما أمروا لأعطاهم الله الخير من فوقهم ومن تحت أرجلهم يعني صاروا في الخير في الدنيا والآخرة وروى أبو موسى الأشعري عن رسول الله ﷺ أنه قال " أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد فله أجران "
ثم قال " منهم أمة مقتصدة " يعني عصبة وجماعة عادلة وهم مؤمنو أهل الكتاب من أهل التوراة والإنجيل " وكثير منهم ساء ما يعملون " وهم الذين لم يصدقوا ولم يؤمنوا
سورة المائدة ٦٧
قوله تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " وذلك أن اليهود لعنهم الله قالوا للنبي ﷺ حين دعاهم إلى الإسلام فجعلوا يستهزئون به ويقولون إنك تريد أن نتخذك حنانا ربا كما اتخذت النصارى عيسى فلما رأى ذلك سكت عنهم فأمره الله أن يدعوهم إلى الإسلام ولا يمنعه عن ذلك تكذيبهم إياه فقال " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " من القرآن " وإن لم تفعل " يعني إن لم تبلغ جميع ما أنزل إليك " فما بلغت رسالته " يعني كأنك لم تبلغ شيئا من رسالته لأنه أمره بتبليغ جميع الرسالة فإذا ترك البعض صار بمنزلة التارك للكل كما أن من جحد آية كتاب الله تعالى صار جاحدا للجميع ويقال " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " يعني فما بلغت المبلغ الذي تكون رسولا وروى سمرة بن جندب عن رسول الله ﷺ أنه قال أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم فإن كنتم تعلمون أني قد قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي فأخبروني حتى أبلغ رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ فقام الناس فقالوا نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك وروى مسروق عن عائشة قالت


الصفحة التالية
Icon